- داود حسين: أقول لإخواني الفنانين هذه فرصتكم لتجدوا أنفسكم
- علي أحمد: نقدم الشهداء «روح الروح» وأسرة الدحدوح كنماذج
- حرصنا على أن نقدم للجيل الجديد صورة ذهنية عن الشهيد وما هو؟
ياسر العيلة
الأعمال الفنية ليست مجرد إنتاجات جمالية، بل هي أدوات تعبير تنطلق من قلوب وعقول الفنانين لنقل أحداث غزة الى العالم، حيث يعتبر سلاح الفن جزءا أساسيا من أنواع المقاومة التي يقف من خلالها الفنانون في وجه العدو الصهيوني الغاشم وتحفيز روح المقاومة والصمود لأهلنا في القطاع، ويعكس واقع الحياة والمعاناة اليومية للشعب الفلسطيني بشكل عام وأهل غزة بشكل خاص، ومن هنا جاءت الفكرة للمخرج علي أحمد لتقديم عمل ثان عبارة عن أوبريت خاص بشهداء غزة بعنوان «ما أجمل الشهداء»، لمواساة أهاليهم، وذلك عقب النجاح الكبير الذي حققه أوبريت «إحنا معكم».
تم تصوير الأوبريت الجديد في جزيرة فيلكا، وشارك فيه 50 ممثلا من أطفال بمختلف الأعمار، بالإضافة الى عدد من الممثلين والفنانين على رأسهم النجم الكبير داود حسين ومحمد الكاظمي، وجميع من ساهم في تقديم هذا العمل كلهم متطوعين من أجل هذه القضية الإنسانية. «الأنباء» التقت النجم داود حسين ومخرج وصاحب فكرة الأوبريت علي أحمد، حيث تحدثا عن تفاصيله على النحو التالي:
في البداية، قال النجم الكبير داود حسين: الأوبريت يحمل عنوان «ما أجمل الشهداء»، وهو امتداد للعمل الأول «إحنا معاكم» والذي حمل رسالة حب من أطفال الكويت الى أطفال غزة، حيث فكرنا كفريق عمل مؤمن بالقضية وبالإنسانية، بأننا ضد الإبادة الجماعية والقتل والتشريد لأهالي القطاع.
وتابع: بما ان القتل والقصف مستمران رأينا انه يجب ان تكون المقاومة أيضا مستمرة، فنحن من موقعنا هذا لا نستطيع ان نحارب أو نحمل السلاح لكن سلاحنا هو الإعلام، وهذا أقل ما نقدمه لإخواننا وأحبابنا في غزة، مستدركا: يتحدث العمل عن الشهداء وعائلاتهم كجبر للخواطر لهم، وهنيئا لمن يجبر الخواطر، وهذا ما جبلنا عليه هنا في الكويت بلد الإنسانية، فنحن أبناء الشيخ صباح الأحمد، رحمة الله عليه، وتعلمنا ان نقف مع الحق دائما أينما كان، ونقف مع المظلوم ومع الشهداء، والحمد لله هذا العمل استمرارية لما قدمناه في الجزء الأول، والله يوفق الجميع. وأكمل: الأوبريت تم بفضل فريق تطوعي بقيادة أخي الصغير وولدي المخرج المبدع علي أحمد، بالإضافة الى الأخ محمد الكاظمي المبدع في أدائه أيضا، ما شاء الله عليه، واللحن الرائع للملحن حسام يسري الذي أعتبره «عبقريا»، وأنا لم أتوقع اننا نذهب الى جزيرة فيلكا ومعنا 50 شخصا كلهم ممثلون متطوعون.
وتابع: لو حكيت لك عن قصة إحدى المتطوعات، والله أنا شاهدت هذا المنظر ودمعت عيناي من هول ما رأيت، فإحدى الأخوات المصابة بمرض السرطان والتي تأخذ جرعات العلاج الإشعاعي والكيماوي، شالت الجرعة وركبت العبارة معنا وجاءت الى «فيلكا»، وقدمت مشهدا صغيرا في العمل من أجل أن تتطوع بالمشاركة.
وأردف: «شوف الإنسانية الى أين وصلت»، قسما بآيات الله أنا شاهدت هذه الأخت بالعمل وهي تضع الإبرة في يديها ومعها «الدريب»، كل هذا من أجل المشاركة، فهذه مواقف تسجل وتجعلنا نفتخر بها، فهي تريد ان تشعر عندما تعود الى منزلها وهي مطمئنة أنها قدمت شيئا لصالح القضية ولصالح الأبرياء.
وأكمل: نحن جميعا في انتظار عرض العمل يوم 7 الجاري، الذي يصادف مرور 90 يوما على الحرب الظالمة ضد أهلنا في غزة، وهذه دعوة لكل إخواني الفنانين، تلك فرصتكم لتجدوا أنفسكم، فالإنسان لا يجد نفسه إلا مرة واحدة، ودور الفنان لا يقتصر فقط على توقيع الأوتوغرافات والتصوير مع المشاهير والجمهور، فالوقت الحقيقي للفنان هو الوقوف الإنساني في وجه الظلم والاستبداد والهجمات الوحشية وأن يقول للعالم كله ان دوره لا بد ان يخدم الإنسانية بكل أشكالها.
من جانبه، تحدث المخرج علي أحمد، قائلا: فكرة الأوبريت جاءت من خلال ان حرب غزة والتي مازالت مستمرة، وكوننا من أهل الإعلام والفن فلا يمكن ان «نسكت»، ومثلما أهلنا في غزة مستمرون بالصمود نحن أيضا مستمرون في تقديم الدعم لهم، كل على طريقته، وبالتالي رأينا انه يجب
ألا نتوقف، وهذا العمل استمرار على نفس النهج، وإذا وفقنا في تقديم عمل ثالث مستقبلا فسنقدمه بالطريقة نفسها.
وأضاف: فكرة الأوبريت هي مواساة لأهالي الشهداء، فاليوم لا يوجد بيت في غزة لا يوجد فيه شهيد، وعددهم كثير، وبالتالي فإننا نحتاج لأن نواسي أسرهم، والأمر الثاني أن نتكلم عن رمزية الشهيد والشهادة نفسها بأنها هي التضحية العظيمة والقربان الأعظم الذي يقدمه الإنسان في سبيل الحرية، وفي سبيل المبادئ، لذلك أصبحت لدينا توليفة حلوة جدا، حيث قدمنا في الجزء الأول «إحنا معاكم» مواساة لأطفال القطاع، واليوم مواساتنا لأهالي الشهداء، وتكريما وتخليدا للشهداء أنفسهم.
وتابع أحمد: مدة الأوبريت أو الفيديو 3 دقائق ونصف الدقيقة، من كلمات الشاعر البحريني علي الغريفي، والأداء الصوتي لمحمد الكاظمي، بجانب النجم الكبير داود حسين، وألحان وتوزيع حسام يسري.
وأضاف: تم التصوير في جزيرة فيلكا، حيث استثمرنا الأماكن المقصوفة هناك وأعدنا إحياء مشاهد الفرجان بحيث أخذنا المشاهد في رحلة يرى من خلالها كيف يعيش أهل غزة في المخيمات، وبالرغم من القصف والدمار لكن الحياة مستمرة وهم باقون في أرضهم، مردفا: الأمر الثاني اننا حرصنا على ان نقدم صورة ذهنية عن الشهداء في نفوس المشاهدين، خاصة ان الجيل الحالي من أبنائنا يسمعون أخبار عن الشهداء لكن لا توجد عندهم صورة ذهنية عن الشهيد، وما هو؟ وهل هو مجرد الجثة الهامدة التي يشاهدونها في الصور؟ فنحن ومن خلال الأوبريت جسدنا الشهداء بحيث يراهم الجمهور من خلال تقديمنا لثلاثة نماذج من شهداء غزة هم «روح الروح» (ريم) وأسرة المراسل وائل الدحدوح، في إشارة لمعاناة الإعلاميين، وأيضا أحد الأطباء الذين استشهدوا وهو على رأس عمله، وسيراهم المشاهد بصورة ملائكية، وهم يحملون في أياديهم قوارير يسقون أرض فلسطين بدمائهم، والأحياء يزرعون ويحافظون على شتلات الزيتون، فهذه رمزيات وضعناها في هذا العمل الذي تم تصويره بأفضل الكاميرات والتقنيات، واستعنا بمدير تصوير من البحرين هو صادق السماك، أحد أفضل المصورين المبدعين مع فريقه، وأيضا طاقم الإنتاج الجبار الذين واصلوا الليل بالنهار من خلال أيام محدودة حيث قاموا ببناء المواقع الجميلة التي تظهر في العمل، وإن شاء الله تكون مادة ذات قيمة نقدمها دعما لأهلنا في فلسطين وغزة.
وعن كيفية سيطرته على هذا الكم الكبير من الأطفال المشاركين في العمل خلال التصوير، أوضح علي أحمد: أخذنا مجموعة كبيرة من الأطفال والممثلين أقاموا معنا في الجزيرة، وهذا الأمر كان مكلفا لكنه في صالح الأوبريت بالنهاية، وكان عندنا أطفال من مختلف الأعمار من رضع حتى عمر الـ 9 أعوام.