دعت السلطات الصحية والجمعيات الخيرية إلى إجراء المزيد من فحوصات التهاب الكبد، في وقت يحمل فيه الملايين حول العالم المرض دون علمهم بذلك.
وتعتبر الدعوة إلى إجراء المزيد من الفحوصات هي الرسالة الرئيسية التي ترسلها السلطات الصحية في اليوم العالمي لالتهاب الكبد، الذي يصادف في 28 يوليو/تموز.
ويعد التهاب الكبد سببا في وفاة أكثر من مليون حالة سنويا في جميع أنحاء العالم، وقد تزايد هذا العدد في السنوات الأخيرة.
ما هو التهاب الكبد ولماذا يعد مميتا؟
وتقول منظمة الصحة العالمية إن التهاب الكبد E يصيب 20 مليون شخص في جميع أنحاء العالم كل عام وتسبب في 44 ألف حالة وفاة في عام 2015، ويعد أكثر شيوعًا في جنوب وشرق آسيا.
تنتقل عدوى التهاب الكبد A في الغالب عن طريق تناول الطعام أو المشروبات أو ماء ملوث بالبراز، أو عن طريق الاتصال المباشر بشخص مصاب.
ويعتبر هذا النوع شائعًا في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي تعاني من ظروف صحية سيئة، وسرعان ما تختفي أعراضه، ويتعافى منه الجميع تقريبًا، ومع ذلك، يمكن أن يسبب فشل الكبد، والذي يمكن أن يكون مميتًا.
ينتشر التهاب الكبد A عادة خلال الأوبئة في الأماكن التي تحتوي على طعام أو ماء ملوث، كما حدث في شنغهاي في الصين عام 1998، عندما أصيب 300 ألف شخص.
وينتقل التهاب الكبد C وD أيضًا من خلال التعرض لدم مصاب، مثل مشاركة الإبر أو المحاقن، أو من خلال عمليات نقل الدم الملوث.
ويمكن فقط للأشخاص المصابين بالتهاب الكبد B أن يصابوا بالتهاب الكبد D، ويحدث هذا لحوالي 5 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون من عدوى مزمنة بالتهاب الكبد B، ويصيبهم بعدوى شديدة.
وينتقل التهاب الكبد E من خلال تناول الطعام وشرب الماء الملوثين، وهو أكثر شيوعًا في جنوب وشرق آسيا ويمكن أن يكون خطرا بشكل خاص على النساء الحوامل.
كيف يمكنك معرفة أنك مصاب بالتهاب الكبد؟
ومع ذلك، فإن العديد من المصابين بالتهاب الكبد يعانون من أعراض خفيفة فقط، أو لا يعانون من أي أعراض على الإطلاق.
تشير أحدث البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، لعام 2022، إلى أنه في جميع أنحاء العالم، جرى تشخيص 13 بالمئة فقط من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد المزمن B و36 بالمئة فقط من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد المزمن C.
ما هي الفحوصات والعلاجات لالتهاب الكبد؟
يمكن إجراء فحوصات الدم للتحقق من التهاب الكبد A وB وC من خلال طبيب الأسرة أو من عيادة الصحة الجنسية.
ولا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد A، ومع ذلك، يتعافى معظم المصابين بالمرض بسرعة وتتطور لديهم مناعة ضده.
وهناك لقاحات لمنع الإصابة بالتهاب الكبد A وB، ويمكن أن يمنع لقاح التهاب الكبد B الذي يُعطى للأطفال عند الولادة انتقال المرض من أمهاتهم، ويمكنه أيضًا الحماية من التهاب الكبد D.
ولا يوجد لقاح لالتهاب الكبد C، فيما لا يتوفر لقاح التهاب الكبد E على نطاق واسع في الوقت الحالي.
كيف أتجنب الإصابة بالتهاب الكبد؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن تجنب الإصابة بالتهاب الكبد A من خلال:
يمكن تجنب التهاب الكبد E من خلال اتباع أساليب النظافة الشخصية وأيضًا عن طريق طهي كبد الحيوانات جيدًا قبل الأكل، وخاصة كبد الخنزير.
كيف تحاول السلطات الصحية القضاء على التهاب الكبد؟
تهدف منظمة الصحة العالمية إلى خفض عدد المصابين بالتهاب الكبد B و C بنسبة 90 بالمئة بحلول عام 2030، وخفض عدد الوفيات الناجمة عنهما بنسبة 65 بالمئة.
وأوضحت أن مئات الملايين من الناس ما زالوا يجدون صعوبة في إجراء اختبار التهاب الكبد لأن حوالي 60 بالمئة فقط من البلدان حول العالم توفر الاختبار والعلاج المجاني، مشيرة إلى أن ثلث البلدان فقط في أفريقيا توفر هذه الخدمات.