أكدت أنها كانت تبحث عن “عمشة” ووجدتها في “أمر إخلاء”
فالح العنزي
وصفت الفنانة فوز الشطي، تجسيدها لشخصية المرأة البدوية “عمشة” في دراما “أمر إخلاء”، بعثورها على دور لطالما كانت تنتظره، وانها شعرت بالسعادة عندما عرض عليها هذا العمل، خصوصا وان والدتها تنحدر من قبيلة معروفة بينما أهلها لوالدها من الحاضرة، وبالتالي هي عاشت هذا “الميكس”، الذي انعكس ايجابيا على “عمشة”، التي استطاعت ان تكسب تفاعل المشاهدين..
تقول الشطي: جسدت غالبية النماذج النسائية وكنت أبحث عن شخصية لم تطرق أبوابي من قبل وفعلا جاءت “عمشة”، لتغير كافة الموازين، ولا أخفيك كان اتقان اللهجة هاجسي الأول، حتى لا يتحول الأمر الى تنمر وسخرية ونحن في مجتمع متجانس وخليط من “البدو والحضر” ساعدني في ذلك البيئة، التي نشأت بها كما أن طريقة الكلام كاجتهاد فردي، حتى تظهر بعض اللمسات الطريفة التي تتماشى مع السياق العام للشخصية.
وأوضحت الشطي، أنها لم تكن تحب اسمها في طفولتها، حيث لم يكن دارجا أو منتشرا في تلك الفترة الزمنية، وقالت: كانوا ينادونني فوزية أو فايزة أو حتى فواز، لك أن تتخيل الى أين وصل الأمر ببعض الفتيات تناديني باسم ولد، بل ان التنمر في مرحلة الروضة حول اسمك فوز أم خسارة؟، من هنا كرهت اسمي لفترة معينة قبل أن أدرك بأن “كل واحد له من اسمه نصيب”، وأن والدي لم يخطئ عندما أطلق عليّ هذا الاسم الذي اعتز به جدا.
واسترجعت الشطي، شريط ذكرياتها عندما اتجهت إلى الغناء خلال مرحلة المراهقة وقبل أن تلتحق بكلية التربية الأساسية قسم الموسيقى، وقالت: كنت موهوبة والبعض شجعني على صقل هذه الموهبة التي تطورت تدريجيا لكن مع تقدم العمر والنضوج ورغبتي في الاتجاه للتمثيل هنا واجهت اعتراضا كبيرا من قبل أسرتي، ومن دون مبالغة يمكن أن أصف ذلك بالحرب الشرسة التي خضتها وتحملت الكثير، أتذكر جيدا كيف كان والدي يحذرني من مغبة الاستمرار في الغناء وأنه كان موافقا أن يقتصر ذلك على محيط المدرسة فقط، لكن احتراف الغناء وساعات في الستديوهات هذا أمر مرفوض، طبعا كان اصراري شديدا في ممارسة رغبتي وتعهدت بالالتزام بكل ما يفرضونه عليّ من قيود كان أولها عدم المشاركة في أي حفل غنائي عاما كان أو خاصا، عدم التوجه للستديو من دون اصطحاب شقيقك، كل هذه الاملاءات كانت تروق لي بل زادتني ثقة بنفسي واليوم هم فخورون بما وصلت له من انجاز في التمثيل.
وأضافت فوز: كنت في مرحلة المتوسطة عندما عرفت أن وزارة الإعلام تبحث عن أطفال موهوبين، فقررت الاتصال وتسجيل اسمي، والدي اكتشف ذلك بعدما خاطبت الوزارة المدرسة، التي بدورها استدعت والدي الذي استسلم للامر الواقع واصطحبني للتلفزيون، حيث شاركت في برنامج للمواهب يقدمه محمد الويس.
وشددت الشطي، على أهمية اختياراتها، خصوصا بعد اكتسابها الخبرة والنضوج، وقالت: اليوم لم أعد مسؤولة عن تصرفاتي فقط بل يوجد الكثير من الاطراف يشاركونني بالصورة التي أظهر بها، هناك أسرتي زوجي وطفلتي وافراد عائلتي، لذا لن أقبل بتقديم ما أرفضه على نفسي.
واعترفت الشطي، بأنها استفادت كثيرا من تجربتها مع “قروب البلام”، سواء في التلفزيون أو المسرح، وان الأخير كان له مساهمة في اكتساب الثقة أمام الجمهور، وتدريجيا وجدت نفسها جزءا من اللعبة المسرحية فوق الخشبة، وانها تستطيع مجاراة الممثلين في “الافيهات” وغيرها، مشيرة الى تجربتها المتواضعة في مسرح الطفل وانها لا تزال تبحث عن عمل فني يبرز امكانياتها بشكل جيد.
ولم يفت فوز، التطرق خلال استضافتها في الحلقة الثانية من بودكاست “صندوق تفاح مع دحام” تقديم المخرج محمد دحام، إلى ذكر بعض التفاصيل المتعلقة بمشاركاتها في مسلسلات “غصون في الوحل” و”كحل أسود قلب أبيض” و”لا موسيقى في الأحمدي “وغيرها.
وأخيرا استبعدت الشطي، فكرة اعتزالها التمثيل في الوقت الراهن لانها لا تزال تمارس المهنة بشغف وهواية وتحاول الحفاظ على ذلك من خلال التنويع في اختياراتها، ومتى ما فقدت هذا البريق سوف تقول للفن شكرا وهي في قمة عطائها.