فعاليات مهرجان المسرح العربي تنطلق في بغداد اليوم

تنطلق مساء اليوم (الأربعاء) فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان المسرح العربي في بغداد، وتنظمه الهيئة العربية للمسرح من 10 إلى 18 الجاري، بدعم من حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى للإمارات الشيخ د. سلطان القاسمي، ورعاية رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني.

ويُقام المهرجان بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، ونقابة الفنانين العراقيين، ودائرة السينما والمسرح، حيث ستكون هذه الدورة أكبر دورات المهرجان منذ انطلاقه، إذ سيشارك فيها ما يزيد على 600 مسرحي من العراق وباقي الوطن العربي وبعض دول العالم، لتكون هذه الدورة الأكبر والأضخم عدداً وفعاليات على مدار الساعة لتسعة أيام.

يشهد حفل الافتتاح فعاليات عديدة، منها تقديم 86 فناناً عراقياً عملاً فنياً أعدته الجهات العراقية الشريكة بعنوان «مقامات الحُب والسلام». وتُلقي الفنانة اللبنانية نضال الأشقر خلال حفل الافتتاح رسالة اليوم العربي للمسرح، الذي يوافق 10 يناير، كما سيتم تكريم 23 مبدعة ومبدعاً من القامات المسرحية العراقية.

تنافس عالٍ

يشارك في الدورة الجديدة 20 عرضاً مسرحياً، تأهلت للمهرجان في تنافس عالٍ، تحمل تجارب فنية لافتة، منها 13 تتنافس على جائزة الشيخ د. سلطان القاسمي، وعرض «مترو غزة» من فلسطين، الذي يفتتح المهرجان، كما ستقام ندوة خاصة بعنوان «المسرح والمقاومة الثقافية في فلسطين» تُنظم في اليوم الأول من المهرجان. وتشهد الدورة مجالاً فكرياً يُنظم على مدار 8 أيام، يشهد مؤتمراً فكرياً موسعاً يشارك فيه ما يزيد على 136 باحثاً فناناً.

وينظم المهرجان ندوة خاصة بالمسرحيين العراقيين المهجرين بعنوان «التأثر والأثر»، ويشارك فيها 13 فناناً عراقياً من حول العالم، وندوة محكمة للمرحلة النهائية للمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي لعام 2023 تحتضنها كلية الفنون بجامعة بغداد، بحضور لجنة التحكيم والمتنافسين وأساتذة الكلية وطلبتها، كما سيتم تكريم 34 من الفائزين في مسابقات الهيئة العربية للمسرح في التأليف والبحث العلمي بأعوام 2020 – 2023 في حفل الختام، و20 كتاباً أصدرتها الهيئة خصيصاً بمناسبة المهرجان لباحثين ومبدعين عراقيين، لتشكل إضافة مهمة لمكتنز الإصدارات المسرحية العربية.

استديو تحليلي

وتنظم الهيئة العربية للمسرح الاستديو التحليلي، كشكل جديد للمجال النقدي للعروض، حيث الرؤى والنقاشات والتحليل بين النقاد المختصين وصُناع العمل، والذي سيتم في استديو مجهز خصيصاً، وتُبث وقائع الاستديو التحليلي على الهواء مباشرة.

إسماعيل عبدالله: المسرح مشعلنا حين يدلهم الظلام ينير لنا الطريق

ويشهد المهرجان نشاطاً إعلامياً كبيراً، من خلال مركز المؤتمرات الصحافية، الذي سيشهد إشعاعاً إعلامياً مرئياً ومسموعاً ومكتوباً وإلكترونياً على مدار الساعة وعلى منصات ومحطات محلية وعربية وغير عربية.

تُعرض عروض المهرجان في 3 مسارح (الرشيد والمنصور والوطني)، إضافة إلى 9 قاعات تحتضن الفعاليات. وقد تمت زيادة أيام المهرجان في هذه الدورة، لتصبح 9 بدلاً من 7 أيام، انسجاماً مع التوجهات المشتركة للشركاء في تنظيم هذه الدورة. كما تجري الفعاليات على مدار 16 ساعة يومياً، تُبث جميعها على الهواء مباشرة، ويشارك مسرحيون من 21 دولة عربية في المهرجان، وللمرة الأولى جيبوتي والصومال.

وقال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله: «المسرح مشعلنا حين يدلهم الظلام ينير لنا الطريق، وهو موعدنا السنوي الذي أصبح مرتكزاً مهماً لتحقيق شعارنا الدائم (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد)، ولنصل إلى المسرح الذي دعا إليه الشيخ د. سلطان القاسمي، مدرسة للأخلاق والحرية. مهرجاننا ومسرحنا بمنزلة إعلان جدارة أمتنا بالحياة، وقدرة مبدعينا على قيادة التنوير. مسرحنا ملتصق بقضايا أمته، ويعمل على النهوض الحضاري بها، وفي كل عام يمضي المهرجان قاطعاً شوطاً جديداً والأفق الرحب بانتظار مواعيدنا الجديدة».

اعتذار «صمت»

وعلى صعيد متصل، أعلن فريق مسرحية «صمت»، للمخرج الكويتي سليمان البسام، الاعتذار عن عدم المشاركة، لظروف طارئة تمثلت بمشاركة 3 عناصر فنية فرنسية، حيث أصرَّت السُّلطات الفرنسية على عدم السماح لمواطنيها بالسفر إلى العراق (في هذه الفترة لأسباب أمنية)، وعليه اضطر المخرج سليمان البسام للاعتذار للجنة المنظمة للمهرجان (الهيئة العربية للمسرح) ووزارة الثقافة والسياحة ونقابة الفنانين العراقيين، مؤكداً أهمية المهرجان، والمكانة التي يحتلها العراق في قلبه، والعلاقات الوطيدة التي تربطه بالمبدعين في مختلف المجالات الثقافية بالعراق، واعداً بالعودة في وقت لاحق.

محمد المنصور: بغداد عاصمة دائمة للإبداع

عبَّر عضو مجلس الأمناء في الهيئة العربية للمسرح الفنان محمد المنصور عن سعادته الغامرة لاستضافة العاصمة العراقية (بغداد) فعاليات الدورة الـ 14 لمهرجان المسرح العربي، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، بدعم سخي من حاكم الشارقة الشيخ د. سلطان القاسمي، مؤكداً أن بغداد عاصمة دائمة للإبداع والثقافة، وتعيش مرحلة جديدة من تاريخها ومسيرتها، وهي تحتضن اليوم أعمال وفعاليات الحدث المسرحي الأهم في العالم العربي، حيث فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشرة، والتي تستقطب أكثر من 600 من أهم صُناع المسرح في العالم العربي.

وأضاف المنصور: «سعادتي لا تُوصف بتلك الوجبة المسرحية الثرية من الأنشطة والفعاليات، التي تضم مجموعة مهمة من أفضل العروض المسرحية العربية والعراقية، وأيضاً الندوات الفكرية، التي يأتي في مقدمتها ندوة (المسرح والمقاومة الثفافية في فلسطين)، وغيرها من الأنشطة والعروض التي تتواصل خلال العرس المسرحي العربي، الذي ستردد أهازيجه وأفراحه مسارح بغداد ذات الإرث المسرحي والفني والثقافي الضارب في عمق التاريخ الإنساني».

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments