أول مخرجة أميركية وأول ممثلة من أصل أفريقي لرئاسة تحكيم المسابقة الرسمية
يطغى سحر ” Barbie” الوردي، على مهرجان “كان” بدورته المقبلة، إذ اختيرت مخرجة الفيلم غريتا غيرويغ، لرئاسة لجنة تحكيم الدورة 77 من المهرجان.
وبرزت اسم غريتا، عالمياً بعد النجاح التجاري الواسع لفيلمها عن الدمية الشهيرة والذي عرض جماهيرياً الصيف الماضي، وباتت تُعدّ من ألمع وجوه السينما الأميركية.
وتتولى المخرجة والممثلة وكاتبة السيناريو البالغة 40 عاماً، رئاسة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية في المهرجان الذي يقام بين 14 و25 مايو المقبل.
وأوضحت إدارة “كان”، في بيان، أن غيرويغ، ستكون “أول مخرجة أميركية تتولى هذا الدور”، وسيضفي إسناد المهمة إليها نفحة شبابية على المهرجان، إذ لم يسبق أن كانت رئاسة لجنة من نصيب أحد في مثل هذه السن منذ أن شغلتها صوفيا لورين العام 1966 عندما كانت في الحادية والثلاثين من عمرها.
وغريتا، أول امرأة أيضاً يُعهَد إليها بهذا المنصب المرموق منذ الممثلة كيت بلانشيت العام 2018، إذ لا يزال الرجال يغلبون عليه مع بعض الاستثناءات المهمة، مثل جين كامبيون أو إيزابيل هوبير.
ونقل بيان للمهرجان عن غيرويغ، قولها: “أحب الأفلام بشدة، وأحب إخراجها، وأحب مشاهدتها، وأحب التحدث عنها لساعات، وباعتباري من عشاق السينما، فإن مهرجان (كان) بالنسبة لي ذروة ما يمكن أن تمثله اللغة العالمية للأفلام”.
لم يقتصر تجديد شباب المهرجانات الكبرى وانحيازها إلى النساء على “كان”، حيث أسند مهرجان “برلين” السينمائي الدولي، الذي يقام فبراير المقبل، رئاسة لجنة التحكيم في دورته المقبلة، إلى الممثلة المكسيكية الكينية لوبيتا نيونغو البالغة 40 عاماً أيضاً، ما يجعلها أول امرأة من ذوي أصول أفريقية تتولى المهمة.
وشكّل الإعلان عن ترؤس غريتا لجنة تحكيم مهرجان “كان” بداية مبكرةً للضجة المتعلقة به، سبقت حتى بدء السباق إلى جوائز “الأوسكار”، التي تأجل الاحتفال بتوزيعها إلى 10 مارس، بسبب إضراب تاريخي في هوليوود دام 6 أشهر، وتسبب بشلل عاصمة السينما الأميركية.
وبدأ موسم الجوائز المنتظرة لغيرويغ، إذ حصل “Barbie” على العدد الأكبر من ترشيحات جوائز “غولدن غلوب”، إذ ينافس على 9 منها، أبرزها “أفضل فيلم كوميدي”، إضافة إلى ترشيح غيرويغ لجائزة الإخراج وبطلَي الفيلم مارغو روبي وراين غوسلينغ في فئتي التمثيل الرئيسيتين.
وفي كل الأحوال، تمكنت غريتا، من الفوز باستحسان الجمهور، إذ دخلت تاريخ هوليود كأكثر مخرجة تحقيقاً للإيرادات؛ نظراً إلى أن فيلمها هو الأول لامرأة يتجاوز دخله المليار دولار، حيث حصد الفيلم الذي شكّل ظاهرة أكثر من 1.44 مليار دولار في أنحاء العالم.
وبعيداً عن الفيلم الكوميدي ذي الرسالة النسوية الذي شاركت في كتابة السيناريو له، اشتهرت غريتا، بكونها “أبرز وجوه السينما الأميركية المستقلة”، على ما أفاد المهرجان.
وأرجعت رئيسة مهرجان “كان”، إيريس كنوبلوك، ومندوبه العام تييري فريمو، اختيار غريتا، إلى أنها “تجسد بجرأة تَجَدُّد السينما العالمية”.
وأنها “ممثلة لعصر يلغي الحدود، ويمزج بين الأنواع لإعلاء شأن الذكاء والإنسانية”.
ويُنتظر أن يعلن المهرجان خلال الفترة المقبلة عن بقية أعضاء لجنة التحكيم، بالإضافة إلى القائمة الرسمية للأفلام التي سيختارها ضمن مسابقته الرسمية.