أكد أن الجمهور يبحث عنها في ظل الكوارث والمآسي والضغوط اليومية
مفرح حجاب
رأى الفنان عبدالله الخضر، أن الأحداث التي يمر بها العالم حاليا جعلت هناك إقبالا كبيرا على الكوميديا، وقال في حديثه إلى “السياسة”، ان الأزمات والمشاكل والضغوط المحيطة بالإنسان جعلته يبحث عن البسمة والضحكة، وعلينا أن نتذكر بأن هناك فترات كانت التراجيديا تساهم في نجاح الكثير من الأعمال الدرامية التلفزيونية والمسرحية، مشيرا إلى أن الكوميديا بالرغم من توفرها بشكل كبير في منصات التواصل الاجتماعي من خلال المقاطع والبرامج، الا انها اللون الأكثر قبولا وتواجدا بين كل الأعمال الفنية.
واعتبر الخضر، ان توجه السينما خلال السنوات الماضية نحو الكوميديا يؤكد انحيازها للجمهور، بدليل ان كبار النجوم في العالم العربي وخصوصا في مصر وكذلك العالم أصبحت أعمالهم مطعمة بالكوميديا ولكن بطريقة متقنة، لافتا الى ضرورة ان تحمل الأعمال الدرامية فكرة بحيث يتم اسقاطها على العديد من القضايا، حتى لا يشعر المتلقي بالملل عند متابعتها.
وأضاف عبدالله: اعترف ان الكوميديا هي الأقرب الى قلبي وان معظم أعمالي تدور في فلك الكوميديا، لأن من يعمل فيها لسنوات يستطيع ان يوظف قدراته لتوصيل رسالة من خلالها، وهذا لا يعني انني لم أحب التراجيديا، ولكن الكوميديا بالنسبة لي هي السهل الممتنع وأقصر طريق للوصول الى قلب الجمهور، منوها إلى ان تفاعل الناس بهذا الشكل مع كل البرامج والأعمال الفنية الكوميدية في ظل ما يشهده العام من مآسي، يؤكد انها الأكثر تأثيرا وقبولا لدى الجمهور.
عن البرامج الكوميدية التي يقدمها الهواة عبر “يوتيوب” ومواقع التواصل، أكد الخضر، أن هؤلاء الهواة لهم جمهور كبير، وقال: علينا أن نعترف بوجود جمهور كبير خلف شاشة الهاتف، وعدد المتابعين لهؤلاء الهواة بالملايين، ولا يجب على الإطلاق التقليل من أي محتوى في منصات “الميديا الجديدة”، مشيرا إلى ان هناك أسماء مؤثرة بشكل كبير من خلال ما تقدمه سواء بشكل فردي أو جماعي، والدليل ان هناك أعمالا فنية شاركوا فيها ولهم حضور جيد.
عن تراجع الأعمال المنوعة التي كان يقدمها النجوم الكبار، رأى الخضر، أن البرامج التي شارك في تقديمها نجوم الكوميديا أمثال داود حسين وعبدالناصر درويش وحسن البلام، حظيت خلال الفترة الأخيرة بالعديد من المشاكل، لأن بعض الأشخاص الذين كان يتم تقليدهم، رفعوا قضايا ضد هذه البرامج، بالرغم من أن تقليدهم كان يتم بنوع من الحب، فضلا عن الجهد الكبير والتكلفة العالية لهذه البرامج، وكل ذلك ساهم في اختفائها، مشيرا الى ان صناعة الكوميديا بالرغم من زيادة الطلب عليها ليست سهلة في ظل الكم الكبير من التنوع الموجود وفي ظل وسائل الترفيه والبرامج المعروضة بالمنصات الرقمية وفي “السوشيال ميديا”.
واعتبر الخضر، ان المنصات الرقمية هي التوجه القادم بقوة في صناعة وتسويق الأعمال الفنية، ويجب علينا ان نكون أكثر استعدادا مما يحدث الآن، وقال: التفاعل في العالم العربي مع المنصات، خصوصا من قبل صناع الفن لم يكن بنفس المتغيرات التي يتحدث من خلالها، فالعالم يمتلك عدد من المنصات المؤثرة ولابد من التواجد العربي بقوة من خلال أعمال فيها نوع من الاحترافية الحقيقية، مشددا على أهمية وجود معايير جودة الأعمال التي تعرض على المنصات الرقمية العربية.
وفيما يتعلق بوجوده خلال رمضان المقبل مع الجمهور، قال الخضر: سأكون متواجدا من خلال مسلسل “عايلة أكرم عز الدين” وهو من سلسلة الأعمال التي يكتبها الفنان عبدالعزيز صفر، والعمل بطولة خالد المظفر ومحمد جابر ومجموعة كبيرة من الفنانين، وأجسد في المسلسل “كراكتر” جميل لشخص لديه نوع من الاضطراب وحريص على أمواله بشكل كبير لكنه يتمتع بأجواء وحضور جيد، وكذلك سيكون لي مشاركة مع الفنان حسن البلام، في مسلسل “ورثة بن عاقول”، متمنيا ان تحظى هذه الأعمال بقبول الجمهور. وفيما يتعلق بالأجور الكبيرة، التي يحصل عليها النجوم الشباب حاليا نظير مشاركتهم في الأعمال الفنية، أكد عبدالله، ان الحضور الجماهيري لهؤلاء يجعلهم يستحقون تلك الأجور، فضلا عن أن الجمهور الذي يتابع الأعمال الدرامية معظمه من الشباب، لافتا الى ان الفنان الشاب هو الأكثر جهدا وحضورا وطموحا وتطويرا لقدراته وحصوله على أجر متميز أمر طبيعي.