شيخة السنان: أرسم للتعبير عن مشاعري لا لبيع أعمالي

رأت الفنانة التشكيلية شيخة السنان أن الفن وسيلة تعبير حر، يرتبط بالأحداث من منطلق المسؤولية المجتمعية، وأن توجهها للفن كان حاجة ملحة، ولم يكن خيارا، مشيرة إلى أن الواقع المحيط بها، بما في ذلك ما تشهده غزة من أحداث مأساوية، شكل مصدر إلهام لها.

جاء ذلك في سياق حديثها ضمن حلقة حوار أقامها معها متدربو برنامج الجوهر، الذي تنظمه أكاديمية لوياك للفنون – «لابا»، بهدف تمكين الشباب من مهارات إعداد وإقامة حلقة حوارية ناجحة، تحت إشراف الإعلامية رانيا برغوت.

وافتتحت برغوت الحلقة ورحبت بالضيفة والحضور، وأشادت بجهود برنامج الجوهر في تأهيل الكوادر العربية المثقفة، وشكرت السنان «الجوهر» على الدعوة، وفي سياق ردها على السؤال حول أسس تصنيف الفنانين، أعربت عن أسفها لغياب معايير واضحة لتصنيف الفنانين، وأكدت أن التدريس الأكاديمي للفن لا يجعل الشخص فنانا، بل لا بد أن يكون مبدعا ويمتلك الحس الفني ليحقق النجاح في هذا المجال.

وإذ تحدثت السنان عن معاناتها بفقدان زوجها، والتي أبعدتها عن العمل الفني في الوقت الراهن، أوضحت أن هذا الحدث المؤلم أثر على إنتاجها الفني، متمنية ألا تطول هذه المرحلة، وعلقت: «أنا أرسم من أجل الفن وتعبيراً عن مشاعري، قد أرضى عن أعمالي حينا ولا أرضى عنها في أحيان أخرى، لذا لم تكن الغاية دومًا تجارية، وبيع أعمالي لم يكن الهدف الأسمى، بل على العكس بعض الأعمال كتبت تحتها: ليست للبيع».

توجهي للفن كان حاجة ملحة ولم يكن خياراً

وعن البيئة الكويتية كمصدر إلهام، أشارت السنان إلى أن البحر والصحراء والزخارف والعمارة الكويتية تشكّل جميعها إلهاما لفرشاتها ولوحاتها، لكنها لا تنقلها كصورة فوتوغرافية، بل تسعى إلى إبراز الجمال والإرث التراثي العظيم فيها.

وعن انتقالها من الرسم الواقعي إلى التجريدي بعد المرحلة الثانوية، أوضحت أن هذا التحوّل جاء نتيجة رغبتها في الخروج من إطار التجارب الأكاديمية إلى تشكيل وجهات نظرها الخاصة بالفن، وأضافت أن الواقع يشكل مصدر إلهامها الأساسي في الفن التجريدي.

وفي معرض ردها على السؤال حول الفرق بين العمل كمصممة ديكور في تلفزيون الكويت والتدريس، أكدت السنان أن العمل في الديكور كان ممتعا بالنسبة لها، لكنها وصفت التدريس بأنه «شيء آخر» يجمع بين الفائدة الشخصية والاستمتاع، كما أشادت بتشجيع والدها لها على دخول معترك الفن والإعلام.

وفي سياق حديثها عن النقد الفني، أكدت السنان أهمية أن يتصالح الفنان مع ذاته تجاه النقد، وأن يتعامل معه بروية وجدية.

وعن أكثر الشخصيات تأثيرا في مسيرتها، ذكرت الفنان د. صلاح عبدالكريم، الذي أشرف على رسالتها في الماجستير، وألهمها بفنه وصفاته الإنسانية، إضافة إلى الدكتور عادل المصري، الذي اعتبرته من أكبر المؤثرين في حياتها، لنقل طرقه التعليمية المميزة إليها. وعن ميولها الأدبية، تحدثت عن حبها للشعر وتجاربها في كتابته، مما يعكس تأثرها بالأدب في مسيرتها الفنية.

السنان: البيئة الكويتية تلهمني لإبراز الجمال والإرث التراثي العظيم فيها

يذكر أن برنامج «الجوهر» للتدريب الإعلامي هو البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، وقد أطلقته أكاديمية لابا لوياك في عام 2020، بهدف تمكين الشباب العربي من أسس إعداد وتقديم حلقات حوارية ناجحة، وتدريبه على أبجديات الإعلام على يد نخبة من الإعلاميين العرب المحترفين، وتتوج الورش التدريبية بمحاورة ضيوف رياديين تركوا بصمة واضحة في شتى المجالات بالوطن العربي، حيث بلغ عدد ورش «الجوهر» التدريبية حتى اليوم 49 ورشة، وزاد عدد مستفيديه على 460 مستفيداً.

وينفذ برنامج الجوهر في موسمه الخامس برعاية شركة المركز المالي الكويتي (المركز)، وجريدة «الجريدة»، وشركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (هيسكو)، وفندق فوربوينتس شيراتون.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments