أعلنت شركة يابانية لصناعة الحفاضات أنها ستتوقف عن إنتاج حفاضات الأطفال في البلاد، وبدلا من ذلك ستركز على توفير حفاضات لكبار السن والبالغين.
وأصبحت شركة أوجي هولدينغز Oji Holdings، أحدث شركة تقرر تحويل نشاطها من الأطفال إلى البالغين في البلد الذي بات يعاني من شيخوخة سريعة، بسبب تراجع أعداد المواليد إلى معدلات قياسية خلال الفترة الماضية.
وبحسب الإحصاءات فإن مبيعات حفاضات الأطفال تراجعت بصوة كبيرة في مقابل ارتفاع مبيعات حفاضات البالغين، خلال العقد الماضي.
وانخفض عدد الأطفال المولودين في اليابان في عام 2023 بنسبة 5.1 في المئة عن العام السابق، وتم تسجيل 758 ألفا و631 مولودا فقط.
في الوقت نفسه، يشهد سوق حفاضات البالغين نموا بأكثر من ملياري دولار، بسبب ارتفاع أعمار السكان.
وتُعد معدلات ارتفاع الأعمار في اليابان من الأعلى في العالم، حيث يبلغ عمر ما يقرب من 30 في المئة منهم 65 عاما أو أكثر. وفي العام الماضي، تجاوزت نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما نسبة 10 في المئة من عدد السكان لأول مرة.
ويمثل تراجع عدد السكان، نتيجة للشيخوخة وانخفاض معدلات المواليد، أزمة بالنسبة لليابان، أحد أكبر الاقتصادات في العالم.
ومع هذا لم تحقق الجهود التي بذلتها الحكومة اليابانية لمواجهة هذه التحديات نجاحا يذكر حتى الآن.
ولا يبدو أن زيادة الإنفاق على البرامج المتعلقة بالأطفال والإعانات التي تستهدف الأزواج الشباب أو الآباء تساعد على زيادة معدلات المواليد.
ويقول الخبراء إن الأسباب معقدة، وتتنوع بين انخفاض معدلات الزواج وانضمام المزيد من النساء إلى سوق العمل، فضلا عن زيادة تكاليف تربية الأطفال.
لكن اليابان ليست وحدها، فهناك تراجع أيضا لمعدلات الخصوبة في هونغ كونغ وسنغافورة وتايوان وكوريا الجنوبية، التي تعاني حاليا من أدنى معدل مواليد في العالم.
وشهدت الصين أيضا انخفاضا في عدد سكانها للعام الثاني على التوالي في عام 2023، ومثل اليابان، قدمت حوافز مختلفة لزيادة معدلات المواليد، لكنّ شيخوخة السكان وتأثير سياسة الطفل الواحد التي استمرت لعقود من الزمن، وانتهت في عام 2015، تخلق تحديات ديموغرافية أيضا.