أطلق نشطاء في شبكة الفضاءات الثقافية «أكورا» وجمعية «فوكوس قابس» مبادرة «سينما تدور»، بدعم من ممولين يفضلون عدم كشف هوياتهم، حيث لا تتوافر في تونس حالياً سوى 15 قاعة سينما معظمها في العاصمة، ومدن بنزرت، وسوسة، وجربة.
وبات من لا يستطيع الذهاب إلى السينما في مناطق نائية أو أحياء هامشية بتونس قد تأتي إليه داخل شاحنة تضم صالة عروض متنقلة، في مبادرة بعنوان «سينما تدور» تهدف إلى جعل الفن السابع بمتناول الجميع.
تجربة سينمائية
وأوضحت مديرة المشروع غفران هراغي: «كنا نبحث عن حل للوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين في أقصر وقت، وبموارد قليلة، لنمنحهم هذه التجربة السينمائية، وفي غضون أشهر قليلة استقبلت هذه المبادرة أكثر من 15 ألف شخص، من بينهم 7500 في واحة نفطة جنوب البلاد، حيث وفَّرت مشاهدة الأفلام مجاناً لمدة شهر بتمويل من أحد مصدري التمور هناك».
وفي حي هلال ترعى منظمة الصحة العالمية العروض لمدة 15 يوماً، تُقام خلالها أيضاً لقاءات توعية حول الصحة النفسية والتدخين والعنف ضد المرأة والمخدرات، إضافة إلى حصص خاصة لتلامذة المدارس وضعاف البصر أو السمع.
صور نمطية
وتؤكد هراغي: «ما يحفزنا هو التأثير الاجتماعي للثقافة، وكسر الصور النمطية، وتغيير العقليات، وتقاسم قيم ومبادئ الانسجام الاجتماعي والعيش المشترك»، معربة عن أملها، على المدى الطويل، في الحصول على تمويلات «لشراء ست أو سبع شاحنات وضمان موعد دائم كل شهر» في كل منطقة، ولم لا الذهاب أيضاً إلى «الجزائر وليبيا أو حتى القيام بجولة في إفريقيا».