سعود السنعوسي: لم تعد لدينا أي خصوصية

أقيمت ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، جلسة ثقافية بعنوان «شريط نوستالجيا مع جيل الطيبين»، شارك فيها الكُتاب: سعود السنعوسي، وعبدالعزيز المسلّم، ونجوى بركات، استعادوا فيها مشاهد وذكريات وأغاني تعود لأيام الثمانينيات والتسعينيات، متحدثاً كل منهم عما يعني له الحنين والعودة بالذكريات إلى الماضي.

وتساءل مدير الجلسة بلال الارفه لي في بداية الجلسة حول ما إذا كان الحنين أو «النوستالجيا» شوقاً أم مرضاً يتعيَّن التخلص منه؟

الكاتب سعود السنعوسي قال إنه لا يزال يشعر بأنه طفل، رغم أنه من مواليد الثمانينيات، وهو الجيل الذي يرى أنه مقسوم بين جيلين مختلفين، الأول هو الذي لعب حافي القدمين على الرمال في حيّه، وبين جيل التسعينيات، الذي كان عبارة عن صدمة حضارية بكل ما أتى به من جديد، سواء على صعيد التغير التكنولوجي أو السياسي، خصوصاً أنه كاتب كويتي وعاصر فترة احتلال الكويت وما تركته من ذكريات.

وأضاف: «أشعر كأني أحاول أن أحافظ على ذاكرتي حية فتية، إلا أن كل شيء تغير بسرعة كبيرة ومخيفة. كان الأمر يدفعنا إلى أزمة هوية، في ظل هذا العالم المفتوح على كل شيء، والثورة التكنولوجية والاتصالات والإنترنت، فلم تعد لدينا أي خصوصية، لكني حاولت جاهداً أن أحافظ على ذاكرة تلك الأيام، من خلال ما كتبت، وما زلت أكتب».

وتابع السنعوسي: «أسعى إلى تقديم مختلف الجوانب في تلك الفترة، فمثلاً روايتي (فئران أمي حصة) كان فيها الكثير من الحنين، من خلال الحديث عن فترة احتلال الكويت من قِبل بلد عربي آخر، وكنت أنا الطفل الذي في الرواية، والذي كانت لديه أسئلة كثيرة بحاجة للإجابة عنها وفهمها، واستطعت إلى حد كبير توثيق تلك المرحلة بشكل أو بآخر، ووصفها بتفاصيلها، أغانيها وحكاياتها».

ثقافات العالم

بدورها، قالت الكاتبة نجوى بركات إن الحنين يعيدها إلى الطفولة المفقودة، التي كلما ذكرتها شعرت بأنها خرجت منها بسرعة، وبدأ الزمن يكشر عن أنيابه، خصوصاً أن طفولتها شهدت الحرب الأهلية اللبنانية، واضطرارها للسفر إلى باريس والدراسة هناك، مشيرة إلى أنها لم تكن تلك الطفولة التي يشعر معها الإنسان بأن كل شيء ممكن من حرية الإبداع والإلهام والحلم.

وأضافت: «لا أظن أن الأغنيات التي راجت في تلك الفترة تمكنت من تشكيل ذاكرتي، نظراً لطبيعتها السياسية، وما ارتبطت به من حرب، لكن ذاكرتي تشكَّلت بشكل جيد، من خلال السينما والأفلام العالمية، التي أتاحت لي أن أفتح نافذة على ثقافات العالم».

بدوره، أبدى الكاتب الإماراتي عبدالعزيز المسلم عدم رغبته في العودة إلى الطفولة وتذكرها، كونه يراها فترة متوحشة إلى حد ما، لما فيها من تناقضات وشظف العيش، إلا أنه يعتبرها استثماراً للحاضر.

وتابع: «أذكر أنه في فترة الثمانينيات تشكَّلت لدينا ذاكرة الأغنية الكويتية التي كانت رائجة وناجحة أكثر من غيرها في الخليج».

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments