أعلن رئيس مجلس الصحوة الثوري وزعيم عشيرة المحاميد في إقليم دارفور بغرب السودان موسى هلال، أمس الاثنين، انحيازه الكامل للجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع.
وظهر هلال في مقطع مصور مخاطبا حشدا من جنود مجلس الصحوة الثوري ورجال عشيرة المحاميد التي تُعد أكبر بطون قبيلة الرزيقات والتي ينتمي إليها أيضا قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وقال إن “المواطن الصالح لا ينبغي أن يخرب وطنه أو أن يتقبل غزوه”.
وتابع “من هنا نعلن: نحن مع الدولة ومع الوطن ومؤسساته السيادية، ونعلن أن موقفنا مع القوات المسلحة السودانية وليس مع أي مليشيا”.
وخاطب هلال حشدا في منطقة أم سنط بولاية شمال دارفور بقوله “نؤكد وقوفنا مع مؤسسات الدولة وخلف القوات المسلحة، ولسنا مع أي مليشيا، هناك عدد كبير من القبائل في دارفور أكدوا لي أهمية العمل للحفاظ على الدولة حتى يتحقق الاستقرار ويعم السلام”.
وأضاف “نحن لسنا من هؤلاء المرتزقة الذين يأتون بهم من تشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى لغزو السودان”.
انتقادات
وانتقد هلال بشدة دعاوى قوات الدعم السريع بأن حربها التي تقودها ضد الجيش السوداني هي من أجل تدمير دولة 1956، ورأى أنهم لا يدرون معنى دولة 1956، والتي قال إنها تمثل رموز السودان الوطنيين الذين حاربوا الاستعمار حتى نال السودان استقلاله.
وتعهد الزعيم القبلي بـ”محاربة الظواهر السلبية التي يرتكبها عناصر الدعم السريع” في عدد من مناطق ولاية شمال دارفور، وشدد على ضرورة وحدة الصف وتقوية النسيج الاجتماعي.
واتهم هلال مواطنا من دولة تشاد المجاورة للسودان بمحاولة اغتياله عندما فتح عليه النار، قبل أن يتمكن حرسه الخاص من السيطرة على الرجل.
وقال “السودان أصبح بوابة مفتوحة يستقبل كل دخيل وكل جائع، (السودان) أهله كرام وعندهم أخلاق، ولكن مثل هؤلاء يرفعون علينا السلاح”.
واتهم جهات لم يسمها بالوقوف وراء المجموعات التي حاولت اغتياله، داعيا إلى ترحيل المجموعة “المتورطة في تلك الجريمة” من منطقته في غضون أسبوعين.
وكان هلال تعرض في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي لمحاولة اغتيال من عنصر مسلح فتح عليه النار أثناء جلوسه مع أعيان منطقة أم سنط بولاية شمال دارفور، قبل أن يتم القبض على المسلح.
موقف الجيش
ثمّة من يقول إن خطوة هلال جاءت بدعم خفي من أجهزة الجيش السوداني، وقد صرح مصدر عسكري للجزيرة نت بأن الجيش راضٍ عن موسى هلال، لكنه لا يستطيع دعمه علنا خشية من وضعه في مواجهة مع الدعم السريع في الوقت الراهن.
فيما أفادت مصادر محلية بأن عددا من أعضاء مجلس الصحوة الثوري انضموا للجيش السوداني وانخرطوا في صفوف الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر.
استمرار المعارك
وتشهد ميادين القتال في السودان مواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقد قصفت مدفعية الجيش السوداني اليوم الثلاثاء تجمعات للدعم السريع بمنطقة شمال بحري.
وقالت مصادر محلية إن طائرة مسيّرة تابعة للجيش قصفت أهدافا للدعم السريع بالقرب من المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم، كما قصف الطيران الحربي مواقع تابعة للدعم السريع بولاية سنار الواقعة في جنوب شرقي البلاد.