يشرف على ورش تدريبية في برنامج “الجوهر” مع أكاديمية “لوياك”
فالح العنزي
لا يمكن عبور فضاء الإعلام العربي ولا يستوقفنا اسم ذو عمق وفكر وحضور لافت ومستحق، الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم، صاحب الكاريزما والشخصية الإعلامية المستقلة، مثقف مثقل بالكثير من الخبرة والنضوج، إعلامي يرتكز على مبادئ واضحة، وأسس سليمة.
بدأ ريكاردو، حياته المهنية مطلع التسعينيات واختار لنفسه هوية خاصة مفضلا أن يغرد خارج السرب وان يكون طيرا لا يحط على شجرة واحدة، لذا طبع مسيرته المهنية، كشاهد ومحفّز ومعبّد لجسور التواصل بين الفكر العربي والعالمي، وحتى تكون لديه الشخصية المستقلة فكرا ومضمونا اتجه إلى الانتاج التلفزيوني الخاص به واختار مجموعة من البرامج تتناسب مع مخزونه الفكري وتوجهاته المختلفة، واستطاع بفضل حضوره الإعلامي وعلاقاته المتينة استضافة شخصيات رفيعة المستوى في مجالات السياسة والثقافة والأدب والفنون والشعر امثال الملكة نور الحسين، بافاروتي، جيهان السادات، بطرس غالي، أمين معلوف، صباح، سيلين ديون، سلمى حايك وغيرهم، ريكاردو يتواجد في الكويت للمشاركة في الورش التدريبية التي يقيمها برنامج “الجوهر” التابع لأكاديمية “لوياك”، ومزيد من التفاصيل في الحوار التالي.
يقول كرم: بداية سعيد جدا بتلبية دعوة أكاديمية “لوياك” والإشراف على ورشة تدريبية يحضرها مجموعة من الطلبة والطالبات لديهم الرغبة في كسب مزيد من المعرفة في مجال فن الحوار والإعلام، طبعا علاقتي بهذا الصرح الاكاديمي ورئيس مجلس الإدارة فارعة السقاف، تجاوزت المجال الإعلامي إلى الصداقة والمحبة والتشارك في أهداف الانسانية والعروبية والإسلامية، وعلى الرغم من انشغالاتي الكثيرة إلا انه لا يمكن أن أتأخر عن تلبية اي دعوة توجه لي.
وجوابا على سؤال أين يجد نفسه بعد هذه المسيرة الحافلة مذيعا أو منتجا أو مقدما للبرامج الحوارية؟، يقول كرم: بلا شك اختلفت البدايات عندما كنت اسعى من أجل ممارسة شغفي الإعلامي وعملي الدؤوب في تحقيق النجاحات والمال والشهرة والاستقرار العائلي، اليوم وصلت إلى مرحلة من العمر بات لزاما علي مناصرة القومية العربية وقضيتي الإنسانية التي لا مجال فيها للتنازل، اليوم يجب أن يصل مدى الصوت الذي تحقق لي إلى اصقاع العالم وان يكون شغلي الشاغل وهمي الاول هو مناصرة قضيتي الإنسانية قضية فلسطين، اليوم من مسؤولياتي قول الحق والمجاهرة به ونشر الابتسامة للمحيطين بي.
وأضاف ريكاردو، الذي يجيد التحدث باللغتين الفرنسية والإسبانية إلى جانب الإنكليزية ولغته الأم العربية، أن استضافته العشرات من الشخصيات رفيعة المستوى لم تأت من فراغ أو عن طريق الوساطات، بل اجتهاد لفريق عمل متجانس يتبع الأطر والبروتوكولات المعتمدة مع هذه النوعية من الشخصيات، التي لا يمكن أن تعطي موافقاتها إلا بعد تفحيص وتمحيص ومعرفة مقدم البرنامج وماذا يحمل من فكرة وثقافة ومكانة إعلامية، فاليوم الحديث لا ينصب فقط لمجرد برنامج تلفزيوني شهير، والجميل في هذا الأمر هو حرصي كمقدم للبرنامج على الظهور بحلقة مستحقة راقية متزنة تليق بمكانة الضيف، وكذلك حلقة جديرة بأن تدفع الآخرين وتحفزهم على قبول الدعوة، لذا أشعر بالسعادة عندما تحمل مسيرتي اسماء ربما لم أكن أحلم بأن يجمعني بها مقابلة، أمثال الملكة نور الحسين، السيدة جيهان السادات، الأمير علي بن الحسين، أمين معلوف، حنان عشراوي، المناضلة الفلسطينية ليلى خالد، وحتى على صعيد الفنون حظيت بمقابلة بافاروتي وسيلين ديون وسلمى حايك وصباح والعشرات من الشخصيات السياسية والادبية والفنية والثقافية.
وأشار كرم، إلى أنه يحرص على الذهاب مع ضيوفه إلى مناطق بعيدة ومواجهات لكن ليس على حساب ما قد يتسبب لهم بأذى نفسي، وقال: أتذكر جيدا في احدى الحلقات التي استضفت فيها الفنان الراحل عمر الشريف اني واجهته بفيديو لإحدى مقابلات الفنانة صباح عن علاقتهما الوطيدة، كان طرحا عاديا الهدف منه تبيان بعض الحقائق.
وكشف ريكاردو، عن برنامج وثائقي تم الاتفاق عليه وتصوير جزء كبير منه عن سيرة عمر الشريف، وحياته وأصدقائه والنساء في مسيرته، لكن تم وأد هذا العمل بسبب كلفته المادية الباهظة، موضحا أن العمل لم يعد ذا جدوى، على الرغم من جرأة الحوار والأسرار والمعلومات الصادمة.
وعن إطلاق مشروع مبادرة “تكريم” الدولية، قال: هي مؤسسة تم اطلاقها في العام 2009 بهدف تسليط الضوء على مبدعين من العالم العربي، تساهم في كسر الصورة النمطية الرائجة عن المنطقة، وتقدّم نماذج مشرقة تشكّل قدوةً ومثالاً للأجيال الشابة، تختار مؤسسة “تكريم” وجوهاً عربية، سواء كانوا أفراداً أم مؤسسات، في سبيل رسم أفضل صورة عن العالم العربي، وتقيم “تكريم” فعاليات ونشاطات مختلفة خلال العام، إضافةً إلى حفل توزيع الجوائز الذي يُقام كل عام في مدينة مختلفة، وهو يجمع النخبة السياسية والثقافية والاجتماعية والعلمية من العالم.
