زكي عثمان
أن تستهل العام الجديد بـ «ديربي» ممتع ومثير كما شاهدنا وتابعنا أول من أمس بين العربي والقادسية.. فهذا فال خير.. وأن تأتي القمة على مستوى الطموح من متعة وتشويق مغلف بالتزام فني وأخلاقي من اللاعبين فهذا ما يؤشر إلى بداية خير لعام 2024.. فالكرة الكويتية عانت خلال السنوات الأخيرة من تراجع ملحوظ للمستوى الفني انعكس سلبا على منتخبنا الوطني.. ولكن أن يشاهد الجميع هذا المستوى الراقي من «الأصفر» و«الأخضر» وسط حضور جماهيري كبير فاق السعة الاستيعابية لملعب صباح السالم بالمنصورية المقدر بـ 25 الف متفرج، فهذا فال حسن أيضا على الكرة الكويتية التي تحتاج الى هذا الحضور الكبير.. كما ان المنظومة الكروية بحاجة ماسة إلى مثل تلك اللقاءات والديربيات الجماهيرية لتمنح «دوري زين» طابعا من المتعة، خاصة أن الصراع على اللقب هذا الموسم «صراع ثلاثي»، حيث تلوح في الأفق بشائر استمرار هذا التنافس حتى الجولة الأخيرة حسب ما يتوقع الكثيرون.
٭ فنيا.. واكب اللاعبون خطط مدربي الفريقين وهو ما جعل اللقاء يسير بتكافؤ في أغلب فتراته، ولأن كرة القدم لا تعترف إلا بلغة الأهداف فكانت متعتها حاضرة في الشوط الثاني الذي ترجم جودة المستوى الفني فجاءت الأهداف لتمتع الحاضرين في ملعب اللقاء ومن شاهده عبر البث التلفزيوني.
٭ أخلاقيا.. كانت الروح الرياضية الأخوية بين اللاعبين واضحة للجميع رغم بعض حالات الشد والجذب في بعض اللقطات ولكنها لم تتطور لأي خروج عن النص، ليسجل لجميع من شارك في اللقاء هذا الحب الأخوي والتنافس الرياضي الشريف.
٭ جماهيريا.. كان الحضور على مستوى الحدث ولم تبخل «حناجر» المشجعين طوال الـ 90 دقيقة، حيث كان لها تأثير السحر على لاعبي الفريقين.. فهذا مشجع «عرباوي» يجلس بجوار أخيه «القدساوي» وكلاهما يشجع بحرارة والتزام «مجتمعي» اعتادت عليه «ديرة الخير» من أبنائها بعيدا عن التعصب الذي قد نشاهده ولو من باب الطرفة عقب كل لقاء فيخرج البعض ويقول ما يحلو له من تعليقات قد يجدها البعض لاحقا أنها غير مناسبة ولكنها «ملح» كرة القدم.
٭ تحكيميا.. كان الحكم الروماني ماني إستفان كوفاكس وهو احد أفضل الحكام في العالم على مستوى اللقاء، وقاده بهدوء ليخرج به إلى بر الأمان بعيدا عن العصبية التي نشاهدها من بعض الحكام من خلال استخدام البطاقة الحمراء التي «تكهرب» الأجواء وتدفع لانفلات أعصاب البعض.. ورغم ذلك كانت قراراته حازمة في كثير من المواقف، ليخرج الجميع كما بدأ اللقاء.. «إخوة وأصدقاء».. وبداية خير لعام خير على الجميع.