أكدت ندوة حوارية بعنوان “أثر الطبيعة على صناعة السرد السعودي”، أقيمت ضمن فعاليات “مهرجان الكُتّاب والقُراء”، بنسخته الثانية بمحافظة خميس مشيط في منطقة عسير، وجود ارتباط وعلاقة بين الطبيعة والسرد، وأن هناك تأثيرا للطبيعة على صناعة السرد، حيث يوجد تمثيل للطبيعة من صحراء وبحر وقرية ومدينة في الأعمال الأدبية، كما أن هناك حضورا للطبيعة في صناعة السرد السعودي.
وجمعت الندوة التي جاءت ضمن البرنامج الثقافي للمهرجان، أدباء ونقاد سعوديين ناقشوا أثر الطبيعة على صناعة السرد السعودي، حيث تحدث في الندوة كل من: الدكتور معجب العدواني، الناقد والأكاديمي والأستاذ بجامعة الملك سعود، والدكتور سعود الصاعدي الناقد وأستاذ البلاغة والنقد بجامعة أم القرى، والأستاذ حسن آل عامر الأديب والكاتب المعروف بكتاباته السردية، في حين أدار الندوة الأستاذ أحمد مريّع.
وأجاب المتحدثون على أربعة أسئلة مثلت محاور الندوة هي: ما هي أبرز مكونات السرد المكاني في الأدب السعودي؟، وكيف ساعدت المعالم الجغرافية في تكثيف الحالة الشاعرية للكاتب؟، وهل حضور القرية يأتي قبل المدينة في أشد الموضوعات إنسانية مثل الحنين والفقد والألفة؟، وكيف صارت الرواية قوة أدبية ناعمة تساهم في الترويج للمكان في المملكة العربية السعودية؟.
وفي بداية الندوة، قال الدكتور معجب العدواني، إن حضور الطبيعة في النص السردي هو خلق من مؤلف لكائنه داخل عمله، والطبيعة كانت مثارا للاهتمام في الأدب، وهناك علاقة بين القصيدة الجاهلية من جهة، والرواية العربية من جهة، كما أن هناك حضور للطبيعة من الصحراء والجبال والبحر والقرية في الروايات السعودية، مشيرا إلى الدراسات التي درست علاقة الطبيعة بغيرها من المكونات البيئية داخل المكون الأدبي أو الشعري.
بدوره، قال الدكتور سعود الصاعدي، إنه ربما تكون منطقة عسير من أفضل الأماكن، فهي تضم المكان الطبيعي بملامحه الجميلة وهي واضحة وبارزة في الأدب، وإذا دخلنا في صناعة السرد سننظر إلى أفاق أوسع، فهناك الآفاق الطبيعة الجبلية والبحرية والصحراوية والسهلية، وهي آفاق تدخلنا في عالم السرد، ثم ندخل من المكان الطبيعي إلى المكان الثقافي، وكيف ينقل الأديب هذا المكان إلى السرد.
وأضاف قائلا: “نحن نرصد البعد المكاني في العمل وهل عبر عن المكان، أم عبر بالمكان، والأديب يمكن أن يعبر عن المكان حتى ولو عاش فيه وقتا قصيرا، لافتا في حديثه إلى حضور القرية في الرواية، وإلى جدلية القرية والمدينة في الرواية السعودية والعربية، حيث تمثل القرية الراحة في الرواية السعودية.
من جانبه، قال الكاتب حسن آل عامر، إن الطبيعة الجميلة كان شائعة عند الشعراء في أشعارهم أكثر من السرد، وأن البيئة من تراث وفنون وحياة لها تأثير كبير في الأعمال الأدبية، مشيرا إلى حضور القرية في الأعمال الأدبية، وانعكس ذلك في الأعمال واللغة والفكرة، وعندما ينتقل من القرية إلى المدينة يكتب عن القرية من الذاكرة، والكتابة عن الريف هنا هي نوع من الحنين إلى الريف والذكريات.
ورأى آل عامر، أن القرية ستختفي من الأعمال الأدبية بعد 20 عاما، نظرا لتحول القرى إلى مدن.
وتأتي الندوة ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الكُتّاب والقُراء، الذي يتضمن سلسلة من الندوات الثقافية والمناظرات الأدبية التي تستضيف نخبة من الأدباء والشعراء والنقاد، تتناول مواضيع شيقة تلامس واقع الأدب المحلي وفنونه المختلفة، وتسلط الضوء على أهم العوامل والجهود والمؤثرات التي أسهمت في تطوير المشهد الأدبي السعودي.