خالد البريكي: السوق الدرامي في الخليج يعاني أزمة إنتاج

أعرب الفنان خالد البريكي عن سعادته بردود الفعل التي تلقاها بشأن مشاركته الأخيرة في مسلسل «المسار» ضمن الموسم الدرامي لرمضان 2025، بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الفنانين.

وأكد البريكي أن المسلسل حقق نجاحاً ملحوظاً، واستحوذ على إعجاب الجمهور، خصوصاً أنه يقدِّم موضوعاً مختلفاً حول أزمات وصراعات تواجهها إحدى العائلات، نتيجة موت أحد الإخوة التوأم المتطابق، حيث تُثار الشكوك في إطار من الغموض والتشويق حول هوية المُتوفى منهما، وهل قتل أحد الأخوين توأمه للاستيلاء على أمواله والعيش تحت اسمه وفي بيئته وحياته للاستحواذ على ممتلكاته.

شارك في بطولة المسلسل الفنانون: محمد المنصور، وحسين المنصور، وخالد البريكي، وسوزان نجم الدين، وسماح، وفيصل العميري، وعبدالله الرميان، وغرور صفر، وشملان العميري، وأحمد بن حسين، ورانيا شهاب، وبدر المنصور، وغيرهم، ﺗﺄﻟﻴﻒ محمد العنزي وبدر الجزاف، وﺇﺧﺮاﺝ باسم شعبو.

وحول اختياره لأدواره، قال البريكي: «أدواري تمثل انعكاساً للبيئة التي أعيش فيها، حيث أبحث دائماً عن عمل يُمثلني، وقريب مني، ويقدِّم رسالة وهدفاً وصورة جميلة، فأنا لا يهمني حجم العمل أو الدور بقدر ما يهمني الصورة التي يقدمها، والرسالة التي يحملها، وهي معادلة صعبة لا تتوافر لمعظم الأعمال، وهو سبب قلة مشاركاتي، لأن الأعمال الجيدة قليلة، إضافة إلى عدم توافر كل عناصر المعادلة من وجهة نظري».

وعن التغيُّر الذي طرأ على الأعمال الخليجية في السنوات الأخيرة، أكد أن الأعمال الخليجية أخيراً، خصوصاً بعد أزمة كورونا، سارت باتجاه مغاير للمدرسة القديمة التي ينتمي لها، مضيفاً أن السوق الدرامي في الخليج يعاني أزمة إنتاج واضحة أسفرت عن أعمال مكررة تدور في الفلك الاجتماعي بشكل أسفر عن ملل ورتابة شديدين، وهو سبب واضح لعزوف المشاهد عن المتابعة، لأنه لا يوجد ما يجذب انتباهه ويُصيبه بالدهشة التي يتطلبها العمل الفني.

وضرب البريكي مثالاً بالسوق الدرامي العربي في مصر وسورية، موضحاً: «رغم أنهما بلدان لا يعيشان استقراراً اقتصادياً، مثل دول الخليج، لكن ذلك لا ينعكس على الإنتاج الفني فيهما، فهناك صناعة دراما حقيقية في مصر وسورية، نتيجة وجود الدعم الذي يشجع شركات الإنتاج الفني للدخول في مغامرات إنتاجية محسوبة ومربحة، على عكس الواقع الخليجي الذي تعانيه شركات الإنتاج من بذل جهود محدودة، وعدم التجديد، لعدم قدرتها على المغامرة، في ظل غياب الممول أو المستثمر الداعم للإنتاج، ما أسفر عن أعمال لا تخرج عن الإطار الاجتماعي الذي تشبَّع منه الجمهور».

وأضاف: «لا أستطيع لوم المنتج في هذه المعادلة، لأنه ليس من المنطقي أن يُنفق ملايين على إنتاج عمل فني، ولا يحظى بالربح المادي الذي يغطي تكاليفه ويحقق له الربح، وإلا ستكون النتيجة خسارة السوق لعدد كبير من المنتجين وخروجهم من عملية الإنتاج، لكن الحل هو دعم شركات الإنتاج لاتخاذ خطوات أكثر جرأة، ودخول مناطق جديدة، خصوصاً أن جميع عناصر العملية الفنية متوافرة من ممثلين ومخرجين ومؤلفين».

ونفى البريكي بعض المزاعم عن عدم وجود قصص جديدة أو معالجات درامية خارج الصندوق، مشيراً إلى أنه يترأس ورشة كتابة بمشاركة عدد من المؤلفين المبدعين منذ عام 2014 حتى الآن، وهو ما أنتج عدة نصوص مختلفة جداً عن الواقع الدرامي الخليجي، لكن للأسف هذه النصوص، وغيرها الكثير، لا تجد مَنْ يتبناها، خوفاً من المغامرة بأموال الإنتاج، ما يتطلب وجود منظومة فنية إدارية عُليا تنظم عملية الإنتاج الفني بدول الخليج.

وأكد أن حاله كحال الجمهور، حيث عزف عن متابعة الدراما الرمضانية بعد أول 3 حلقات، لأنها سقطت في فخ الدراما الاجتماعية، رغم أنه يوجد أكثر من 12 صنفاً درامياً يمكن معالجة النص في إطارها خروجاً من الصنف الاجتماعي، والدليل على ذلك أن الجمهور يُقبل على أي عمل أكشن أو رعب، رغبةً في التجديد، وهو سبب آخر لعزوف المنصات عن الأعمال الخليجية، وتقييمها في ترتيب متأخر عن الدراما العربية، ما يتطلب من المنتج تنويع أعماله والخروج من الفلك الاجتماعي، وعلى المنصات أن تنظر نظرة مختلفة للأعمال الخليجية، وأن تضعها في ترتيب أكثر تقدُّماً، لدعم المنتج الخليجي.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments