حسين الحداد: “قلم رصاص”… ليس كل الذكريات يمكن محوها!

يرى أن المنصات التلفزيونية نجحت لكونها أقرب إلى الواقع

فالح العنزي

ربما على خلاف الكثير من الممثلين يحسب للفنان الشاب حسين الحداد، حسن اختياره للأدوار، التي يجسدها والنقلات النوعية في مشواره الدرامي، والذي بدأه قبل اثنى عشر عاما.
قبل فترة قصيرة تألق الحداد، في تجسيد احدى الشخصيات بمسلسل “حب بين السطور” وقد تعرض بسببها لبعض الشتائم نتيجة التفاعل مع الدور، مشيرا في حواره مع “السياسة” إلى أنه استمتع بردود الفعل.
يقول الشاب حسين الحداد، أنه ربما يتقمص الشخصية إلى ما بعد الانتهاء من العمل وقد تصاحبه لفترة قصيرة، مشيرا إلى أن دراسته الاكاديمية في معهد الفنون المسرحية علمته كيفية الولوج والخروج من معايشتها، وفعلا هو يطبق ذلك في غالبية أعماله، لكنه يعترف بأنه في مسرحية “ريا وسكينة” للمخرج أحمد العوضي، اكتسب عادة سيئة وهي التدخين، حيث لم يستطع التخلص منها حتى الساعة ويعود السبب في ذلك إلى تقمصه شخصية ضابط فاسد.
وأوضح الحداد، ان التمثيل ساعده في الخروج من شخصيته الواقعية إلى عوالم مختلفة من الشخصيات، وهذا أمر جيد وفرصة للتعرف على نماذج قد لا تلتقيها إلا صدفة في حياتك وبالتالي يكون لديك مخزون فكري مسبق عنها.
عن ردود الفعل التي أعقبت مشاركته في مسلسل “حب بين السطور”، أكد الحداد، سعادته البالغة بردود الفعل السلبية وكراهية شخصية “اياد”، لأن هذا يعزز نجاحها ومشروعية انتشارها القوي بين شخصيات المسلسل.
وتابع: عرض عليّ تجسيد شخصية أخرى لكن مخرج العمل خالد جمال، عاد وطلب مني تجسيد شخصية “اياد” التي ظهرت في بداية الحلقات بشكل غامض حتى الحلقة العاشرة، ثم بدأت ملامحها الحقيقية تظهر للمشاهدين، وللأمانة اجتهدت والمخرج بموافقة الكاتبة علياء الكاظمي، في تفعيل وتحفيز بعض الحوارات من خلال اضافات تخدم الشخصية.
الجميل في شخصية “اياد”، التي كسبت تعاطفا جيدا في بداية الحلقات نتيجة البيئة التي عاش بها، حيث حرصنا على إيصال رسالة واضحة بأنه لا يوجد إنسان يولد بالفطرة مجرما انما توجد ظروف تضعه في بيئة تدفعه نحو ذلك، بدليل ان شخصية “مشعل”، التي جسدها عبدالله عبدالرضا، كانت مسالمة، لذا هو لم ينخدع أو يشك لذرة فيما كان يضمره له صديقه “اياد”.
واعترف الممثل الشاب بأن المنصات التلفزيونية باتت تشكل قبلة للمشتغلين في الوسط الفني كونها الأقرب إلى الواقع، وهذه حقيقة يتلمسها الجميع، فالجرأة المسموح بها مضاعفة وأكبر مساحة من التلفزيون، وفي الأعمال الموجهة للمنصات يمكن رؤية شخصيات مستوحاة من الحياة الواقعية و”كراكترات” نلتقيها في كل الاماكن والمواقع فهي نماذج واقعية على عكس التلفزيون، حيث نضطر في حالات كثيرة للحفاظ على تفاصيل عدة حتى لا نتجاوز الرقابة المسبقة وشخصيا أميل إلى هذه المنصات بدرجة كبيرة.
واعترف الحداد، بأنه ممثل بيتوتي، لذا فإن ظهوره في “السوشيال ميديا” يكون مقننا، موضحا: بصراحة لا أحبذ الظهور المبالغ به من دون وجود ما يمكن طرحه من محتوى، لذا تجد هذا الظهور متذبذبا فتارة اختفي لأيام وتارة أخرى تجدني أطل لأيام عبر حساباتي الشخصية، لكن ذلك لا يعني وجود رابط بين نجاحاتي الأخيرة وما قد يعتقده البعض بأن شهرتي جاءت متأخرة.
ورأى الحداد، ان صناعة السينما في الكويت في حاجة للدعم من الجهات الحكومية، حتى لا تظهر بشكل هزيل، وربما صناعة السينما بشكلها الحقيقي والمتعارف عليه تساهم في تفعيل الاقتصاد، منوها إلى ضرورة وأمنية أن تكون في منطقة الخليج “مدينة إنتاج إعلامي” متكاملة أسوة بما هو موجود في مصر، تتضمن بيوت الطين والفرجان والأزقة وكذلك المدن الحديثة والسيارات القديمة والحديثة وكل ما يتطلبه تنفيذ العمل الفني.
عن جديده كشف الحداد، عن انتهائه من تصوير مشاهده في مسلسل “قلم رصاص”، للمخرج عبدالله التركماني، انتاج عادل اليحيى، ويشارك في بطولته مجموعة من الممثلين من بينهم إبراهيم الحربي، سناء بكر يونس، شيلاء سبت، فيصل فريد وآخرين، وهو عمل يؤكد بأن حياة الإنسان مليئة بالذكريات، التي تم كتابتها بقلم رصاص يمكن محوها والعكس تماما.

 

المصدر: السياسة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
يسعدنا مشاركتكم في التعليقاتx
()
x