جانيت جاكسون تتحدث عن التحديات المهنية والاجتماعية في حياتها

ما زالت جانيت جاكسون تتذكر أول أغنية كتبتها.

كانت في التاسعة من عمرها وتشعر بالملل، في إحدى الأمسيات الممطرة في عام 1975.

كان إخوتها الأكبر سناً – الذين كانوا نجوماً عالميين بالفعل – قد عادوا للتو من جولة عالمية مرهقة استمرت 10 أشهر. بينما كانوا يتعافون من تعب الرحلة، لم يكن هناك أحد ليشغل وقتها.

وفيما هي في حالة فراغ، تسللت جانيت إلى استوديو التسجيل في فناء منزل العائلة في إنسينو، كاليفورنيا، وبدأت تعزف لحناً أسمته “فانتسي”.

ثم قال والدي، أنتِ ستغنّين.

لذا قلت، حسناً، سأجرّب ذلك”.

مع ألبومات مميزة مثل “كونترول” و”جانيت”، باعت أكثر من 100 مليون أسطوانة، وسُمّيت بأيقونة أم تي في، وفي عام 1990، كسرت حاجز جوائز غرامي كأول امرأة ترشح لجائزة أفضل منتج.

تقول جانيت: “كان ذلك مذهلاً بالنسبة لي. أعتقد أنه كان يجب أن يحدث هذا (حوصل امرأة على الترشح) منذ وقت طويل”.

ألتقيت جانيت جاكسون خلف الكواليس في مركز باركليز في بروكلين، حيث ستقوم النجمة بأداء العرض الثالث والسبعين من جولتها الطويلة “توغاذر أغين”.

تعد هذه الجولة الموسيقية الأكثر نجاحاً حتى الآن، حيث تستعرض مسيرة جانيت بأكملها، بدءاً من إيقاعات آر أند بي الحيوية لأغاني “ناستي” و”ريذم نايشن” وصولاً إلى الأغاني البطيئة والمغرية مثل “ذاتس ذا واي لاف غوز” و”أني تايم، أني بلايس” وكلها تؤدى برقصات متقنة ومذهلة.

شخصياً، هي خجولة وتتحدث بهدوء.

“أنا لا أحب الكلام”، تقول لي. “ولا أحب المقابلات. لا أعتقد أنني جيدة جداً فيها”.

في خضم موجة حرارة نيويورك كان اللقاء، هذا يجعلني أشعر بالقشعريرة. لقد شاهدت ما يكفي من مقاطع الفيديو على يوتيوب لأعرف أن جانيت قد تكون متوترة ومشتتة تحت الأضواء.

لكن المخاوف تختفي بسرعة.

تضحك قائلة: “كم مرة تزوجت الآن؟” ثم تضيف: “ثلاث مرات، أعتقد.”

هناك سهولة توحي بأن النجمة قد حلت – أو على الأقل وجدت طريقة للتصالح مع – صراعاتها الناتجة عن عدم الثقة بالنفس وعدم الرضا عن شكل الجسد

قد يكون السر، ربما، هو أنها أصبحت تهتم بشخص آخر.

تقول جانيت: “كوني أم هو أجمل شيء”.

“أحب كل دقيقة من ذلك.”

تقول جانيت، مع لمحة من الحزن في صوتها: “لا أتذكر أبداً أنه طُلب مني ذلك”.

“أتذكر فقط أنني قمت بذلك”.

سرعان ما بدأت في تأدية أدوار في المسلسلات التلفزيونية مثل “غود تايمز” و”ديفرنت ستروكس”.

في سن المراهقة، أصدرت أول ألبومين لها، “جانيت جاكسون” و”دريم ستريت” احتوى أحدهما على أداء ثنائي مفاجئ مع كليف ريتشارد. لكن كلا الألبومين فشلا في تحقيق مبيعات جيدة.

ثم، عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، تزوجت جانيت فجأة وبطريقة غير متوقعة من مغني السول ذي العيون اللامعة جيمس ديبارج.

تم إبطال عقد الزواج بعد ثمانية أشهر، لكن ليس قبل أن يمثل تهديداً بتدمير سمعتها.

تقول جانيت، وهي تعبر عن عدم الراحة عند استعادة الذكريات: “كنت أعمل في برنامج التلفاز Fame في ذلك الوقت، وكنت أتأخر عن العمل وأؤخر التصوير”.

“لم أكن أتصرف بلامبالاة. كنت أشعر أن [جيمس] كان بحاجة إليّ أكثر من البرنامج.”

تقول جانيت: “تحدث إليّ المنتجون بضع مرات. لست متأكدة من أنهم كانوا يحبونني كثيراً.”

في النهاية، طلبت جانيت أن تغادر العرض، وقررت أن تعطي الموسيقى “فرصة أخرى”.

ورفضت التعاون مع المنتجين الذين كان يفضلهم والدها، وقررت اللجوء إلى عمالقة موسيقى الفانك من مدينة مينيابوليس جيمي جام وتيري لويس لأنتاج ألبومها التالي “كونترول” (التحكم).

وتمكن جام ولويس من خلق شكل جديد لصوت جانيت جاكسون– مليء بالإيقاعات القوية تصحبه كلمات صارمة وواثقة.

كانت القصص مستوحاة مباشرة من حياة جانيت. كانت أغنية “وات يو هاف دان فور مي ليتلي” رداً جريئاً على ديبارج، بينما كُتبت أغنية “ناستي” بعدما تعرضت جانيت وصديقتها للتحرش من مجموعة من الرجال في شوارع مينيسوتا.

أما الأغنية الرئيسية، فكانت احتفالاً متمردًا بالاستقلالية.

“عندما كنت في السابعة عشرة، فعلت ما قيل لي/ فعلت ما قاله والدي، وسمحت لوالدتي بتوجيهي/ الآن أعلم أنه يجب عليّ أن أتولى التحكم.”

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments