“تسمانيا”.. حيوانات غريبة في غابات عجيبة

ثمة أفلام وثائقية تنطوي على العديد من عناصر الدهشة والغرابة والإبهار، حتى إن المتلقي يظل مشدودا إليها وإن كانت طويلة زمنيا. وفيلم “تسمانيا” للمخرج “مات هاملتون” هو من نمط هذه الأفلام الجذابة، لأنه مليء بالمفاجآت والاكتشافات غير المعهودة من قبل.

ففي هذا الوثائقي الذي يرويه المخرج والمذيع والبيئي البريطاني المعروف “ديفد أتنبرا” (92 عاما)، يأخذنا عبر صوته العذب الرخيم إلى سهول “تسمانيا” وشواطئها المذهلة وجبالها الشاهقة وأنهارها البِكر، وغاباتها القديمة التي يصل ارتفاع بعض أشجارها إلى مئة متر، لنكتشف معه أن “تسمانيا” هي جزيرة أسترالية نائية تقع في قاع العالم، لكن ليس ثمّة مكان على وجه الأرض يشبهها تمامًا.

وهذا الفيلم لا يهدف إلى التعريف بالجزيرة أو الناس الذين يوجدون في أماكن محددة منها، مثل العاصمة “هوبارت” وبقية المدن الخمس الرئيسية التي تستقطب السُيّاح الذي ينشدون السكينة والهدوء وراحة البال، وإنما يقدّم للمُشاهِد عددا من المفاجآت المثيرة التي تتعلق بالحيوانات الغريبة والطيور العجيبة والأشجار الباسقة والديدان المتوهِّجة والنمل القفّاز، وما إلى ذلك من الكائنات الحيّة التي تعيش على هذه الجزيرة البعيدة التي انفصلت عن الجسد الأم من دون إرادتها.

رحلة إلى الغابات الكثيفة

منذ 12 ألف سنة تقريبا كانت “تسمانيا” متصلة بالبرّ الأسترالي، لكن مناسيب البحار والمحيطات ارتفعت بعد العصر الجليدي الأخير وغمرت المناطق المنخفضة منها، بينما ظلّت “تسمانيا” مثل نافذة مُشرَعة على الماضي الأكثر قِدَمًا، وراحت تحتفي بعزلتها وهدوئها التام الذي منح قاطنيها فرصة التأمل ومتعة الاستجمام في ولاية تطوّقها الأمواج العالية من الجهات الأربع.

جزيرة “تسمانيا” تقع على بُعد 240 كلم جنوب أستراليا

لم يشأ المخرج “هاملتون” وطاقم التصوير المؤلّف من خمسة أشخاص بارعين في اصطياد اللقطات والمَشاهد التي لا تُنسى أن يقصدوا شمال “تسمانيا” ولا جنوبها الشرقي حيث يتواجد السكان التسمانيون الذين استقروا في العاصمة وبعض المدن الأخرى، وإنما كان هدفهم الذهاب إلى المناطق الصعبة والغابات الكثيفة التي تتواجد فيها الحيوانات والطيور والأشجار المعمّرة في قلب الولاية التي تتعرض لتساقط الأمطار الغزيرة، وفي غربها وجنوبها الغربي الذي يتعرض للأمواج الكبيرة على مدار السنة.

وُمْبَت أو سحمور.. جرّاف الأعشاب

كثيرة هي الحيوانات البريّة التي تعيش في “تسمانيا”، لكن مُخرج الفيلم ركز على عشرة أنواع تقريبا سنأتي عليها تباعا لأنها تشكّل البنية الداخلية لهذا الفيلم الوثائقي المتميّز.

الشتاء في “تسمانيا” قاس ويختلف كثيرا عن شتاء أستراليا، فالهواء القارس الذي يهبُّ من أقاصي الجنوب يسبب تساقط الثلوج وانخفاض درجة الحرارة إلى حد التجمد، الأمر الذي يفرض العزلة القسرية على معظم أنواع الكائنات الحيّة التي تعيش في تلك المضارب، وتلوذ بجحورها وأنفاقها السريّة.

حيوان “الـوُمبَتْ” الذي يوصف بـ”جرّاف الأعشاب”، وذلك لقدميه القصيرتين اللتين يدفع بهما النباتات أثناء مسيره

والـوُمبَتْ (Wombat) أو “السحمور” هو أول هذه الحيوانات التي تحتفي بعزلتها، لكنها تظهر في أي وقت من النهار في “تسمانيا” لتتغذى على الأعشاب والنباتات الطرية، بخلاف وُمبَت الأسترالي الذي لا يظهر إلا في الليل.

يعيش هذا الكائن الشبيه جدا بالدُبّ في شمال “تسمانيا” وجنوبها، وهو صغير الحجم ولا يتجاوز طوله 180 سم، ولديه جُراب أسفل البطن، ويدفع بأقدامه القصيرة الأعشاب والنباتات التي تصادفه في أثناء المسير، ولهذا يصفونه بـ”بجرّاف الأعشاب”.

يتميّز وُمبَت بذكائه الشديد، فهو يحفر أنفاقا طويلة ذات مداخل ومخارج متعددة يستعملها في حالة الطوارئ للنجاة بجلده من الأخطار الجدية المُحدقة به، ولكي لا تلتبس عليه هذه المداخل والمخارج المتعددة، يضع وُمبت علامات فارقة تميّز نفقه عن أنفاق الحيوانات الأخرى التي تلوذ بباطن الأرض المشجرة في الأعم الأغلب.

شياطين سوداء في جوف الليل

حين قَدِم المستكشفون الأوروبيون إلى “تسمانيا” أواخر القرن الثامن عشر، زعموا أنهم كانوا يسمعون شياطين تصرخ في جوف الليل، ولمّا استكانوا وهدأ روعهم تبيّن أنهم كانوا يسمعون صوت حيوان جِرابي أسموه “شيطان “تسمانيا””.

يفضّل هذا الحيوان العزلة، ويصطاد بمفرده، ويدخل في معارك ضارية إن شاركه شيطان تسماني آخر في فريسته، كما يمتلك حاسة شمّ قوية تصل إلى مسافة كيلومتر واحد، وقياسًا بحجمه الصغير فإن عضته قوية وشرسة، وأسنانه الكبيرة قادرة على تكسير عظام الضحية وطحنها.

الشيطان التسماني الذي اختفى من أستراليا ويعيش اليوم فقط في “تسمانيا”

يعيش هذا الحيوان على اليابسة ويتسلق الأشجار بمهارة، ويفترس الظباء الصغيرة والدواجن والأفاعي السامّة، ولا يتورع عن أكل جِيَف الحيوانات الميتة.

ركّز المخرج على أنثى الشيطان التسماني التي أنجبت 40 مولودا صغيرا لا يتجاوز حجم الواحد منهم حبّة الأرز، وقد وضعتهم في جرابها الذي يحتوي على أربع حلمات فقط كافية لإرضاع أربعة مواليد لا غير، أما البقية فسوف يواجهون مصائرهم المحتومة، بينما تنقطع الأم على مدار السنة لرعاية مواليدها الأربعة الذين نجوا بالمصادفة من موت جماعي محقق.

عاشت الشياطين السوداء ذات مرة في جميع أنحاء أستراليا، لكنها اختفت مع جفاف القارة ووصول البشر الذين تدفقوا من أوروبا والبلدان القريبة منها، وتعتبر “تسمانيا” اليوم هي آخر معقل للشياطين التسمانية.

الكركند العملاق

ينتقل المخرج من الشيطان التسماني إلى سرطان البحر (Lobster)، أو الكركند في تسمية أخرى، هذا المخلوق “العملاق” الذي رحل أسلافه عن القارة العظمى القديمة “غوندوانا” قبل أن تتفكك في العصور الوسطى، وظل يعيش في أنهار “تسمانيا” العذبة ومياهها الرقراقة، حيث وصل طوله إلى متر واحد، ووزنه إلى خمسة كيلوغرامات.

حيوان الوَلَبْ الذي يُعتبر أصغر حجما من الكنغر والولارو

وبحسب تقدير العلماء فإن هذا الكركند يحتاج إلى 40 سنة كي يصل إلى هذا الحجم العملاق، ويبدو أن انعزال “تسمانيا” عن اليابسة الأسترالية مع عدم وجود حيوانات مفترسة كبيرة، قد يكون أحد الأسباب وراء هذا النمو الهائل، لكن هذه الكائنات الكركندية ليست بمنأى عن التهديدات والمخاطر تماما.

خُلْد الماء.. بين الثدييات والزواحف

يُعتبَر خُلْد الماء التسماني ضخمًا، إذ يصل حجمه إلى ثلاثة أضعاف نظرائه في البر الرئيسي، وقد تكيّف هذا الحيوان البَيُوض مع المناخ الجنوبي الأكثر برودة.

مَنْ يتأمل هذا المخلوق العجيب سيجده يجمع بين الثدييات والزواحف، فهو يبيض مثل الطيور، وله منقار عريض يشبه منقار البط لكنه أعرض كثيرًا، وذيل مثل ذيل القندس، وقوائم مثل قوائم ثعالب الماء.

فم خُلْد الماء التسماني الذي يحتوي على 40 ألف مستقبِل للإشارات الكهربائية التي تُرسلها عضلات الفرائس

تحتاج “المناجذ” -وهي جمع خُلْد من غير لفظه- إلى الكثير من الطعام، لذا نراها تتحرك باستمرار سواء في الماء أم في اليابسة.

يحتوي فم الخُلد على 40 ألف مُستقبِل يكتشف الإشارات الكهربائية التي تُرسلها عضلات الفرائس. وعلى الرغم من وجود الخُلد في البرّ الرئيسي فإن الخُلد التسماني (Tasmanian Platypus) يُعتبر الأكبر والأجرأ، وهو يشبه بقية الحيوانات التي تكيّفت مع عزلة الجزيرة وبرودة مناخها.

البطريق.. الأصغر في العالم

تقع “تسمانيا” على بُعد 240 كلم جنوب أستراليا، وهي محاطة بمساحة شاسعة من المحيط المفتوح، ولعل الناظر إلى الغرب يتخيل رؤيته لأميركا اللاتينية، والمحدّق إلى الجنوب يتصور أنتاركتيكا “القارة القطبية الجنوبية”، ومع اقتراب فصل الشتاء تأتي طيور البطريق بمجاميع كبيرة إلى شواطئ “تسمانيا” للتكاثر.

لا يخفى على القارئ بأن هناك أنواعا مختلفة من البطاريق بعضها طويل وكبير الحجم مثل البطريق الإمبراطوري الذي يصل طوله إلى 120 سم ويبلغ وزنه 40 كغم، لكن البطاريق التي ركز عليها المخرج هاملتون في هذا الفيلم صغيرة جدًا، حيث يصل طولها بالكاد إلى 30 سم، وهي أصغر أنواع البطاريق في العالم.

البطريق الإمبراطوري الذي يصل طوله إلى 120 سم ويبلغ وزنه 40 كغم

وقد رأيناها في الفيلم وهي مختبئة بين شقوق الصخور في مشهد جميل يثير الحيرة والتساؤل، فالأنثى قريبة من صغيريها اللذين فقّسا حديثا ولا شيء موجود لإطعامهما، بينما خرج شريكها الذكر منذ 14 ساعة وهو يبحث عن الطعام. ترى متى سيعود ليُشبع هذين الصغيرين اللذين مزّق الجوع أحشاءهما، بينما تنتظر الأم بهلع واضح يمكن قراءته في عينيها القلقتين على غياب الشريك الذي ركب المخاطر، والجوع الذي لا يحتمله زُغب الحواصل؟

تنقسم جزيرة “تسمانيا” إلى قسمين؛ القسم الشرقي جاف ودافئ، والقسم الغربي رطب غزير الأمطار، وقد خلقت هذه الرطوبة العالية بيئة مثالية للآلاف من الديدان الوهجية التي حوّلت الكهوف التسمانية إلى مشهد سحري يخلب الألباب، وعندما يهبط الليل تقع هذه الحشرات المتوهجة في فخاخ غريبة فتقضي نحبها.

“الرماد الجبلي”.. أطول شجرة في العالم

لا يتوقع المرء أن يرى شجرة طولها مئة متر أو أكثر، لكن هذه الغرابة ستزول ما أن يطأ الإنسان غابات “تسمانيا”، ويُشاهد بأمّ عينه شجرة “الرماد الجبلي” أو “اليوكالبتوس ريغنانس” التي تُعدّ أطول الأشجار في العالم، وهي دائمة الخضرة، وتحمل بذورًا مكسوّة.

شجرة “الرماد الجبلي” التي يصل طولها إلى  100متر أو أكثر

والغريب أنّ هذه الأشجار العيطاء التي تعيش في غابات رطبة جدا تحتاج إلى النار كي تتكاثر، لأنها تخزن بذورها في قرون صغيرة لا تظهر إلا بإحراقها، ثم تعاود الإنبات والنمو السريع لعدة أمتار في السنة الواحدة.

وبما أن الأمطار غزيرة في الجانب الغربي من الجزيرة، فقد ساعدت في تشكيل الأنهار والشلالات والجداول الرقراقة في أماكن مختلفة منها تتمتع بدرجات حرارة منخفضة تارة ومعتدلة تارة أخرى.

آكل النمل الشوكي والولب

يرصد المخرج هاملتون حيوانا آخر يُدعى “إيكيدنا” (Echidna) الذي يسّمى بالعربية “آكل النمل الشوكي”، وهو واحد من الثدييات الأصلية الأكثر انتشارًا في أستراليا. له منقار طويل، جسده أشبه بالقنفذ، مليء بالأشواك، طعامه المفضّل هو النمل الذي يقتات عليه كلما خرج من جحره طامعًا في ملء معدته الخاوية.

حيوان “إيكيدنا” الذي يُسّمى بالعربية “آكل النمل الشوكي”

لم يفتْ المخرج أن ينتبه إلى حيوان الوَلَبْ (Wallaby)، وهو أصغر حجمًا من الكنغر والولارو، حيث يعيش هذا الحيوان الجُرابي في المناطق الوعرة والنائية، كما يتواجد في المناطق السهلية أيضًا. الغريب أن بعضًا من هذه الحيوانات قد تحوّل لونها من البني إلى الأبيض ويقدّر القائمون على هذا الفيلم عددها بنحو مئة ولَب. لكن هذا اللون المميز والمكشوف قد يجعلها أكثر وهنًا وعُرضة للقتل إن توفّر صياد جائر، غير أن الحكومة المحلية فرضت عقوبات صارمة على منْ ينتهك قوانين المحميات في “تسمانيا” أو غيرها من المدن الأسترالية.

مستعمرات النمل القاتل

تُعدّ “تسمانيا” مكانا مثاليا للحيوانات التي تعيش في ربوعها، فكلها تصل سن البلوع وتتجاوزه لأنها ببساطة شديدة جنّة خالية من الحيوانات المفترسة، لكن ذلك لا يمنع من وجود قتلة وإن كانوا صغارا في أحجامهم.

فقد توصل فريق البحث في الفيلم إلى أن هناك نوعا من فصيلة النمل المعروفة باسم “النمل القفّاز” (Jack jumper ants) الذي يلدغ ضحاياه حتى الموت، وأن درجة السُميّة المركّزة لهذه النملة يمكن أن تقتل إنسانا، مما يجعلها واحدة من أكثر الحيوانات المميتة، وأشدّها خطرا على الكائنات الحية التي تعيش في أرجاء هذه الجزيرة الوادعة.

“النمل القفّاز” المعروف بأنه يلدغ ضحاياه حتى الموت

ومثل السحمور المشار إليه سلفا يتمتع النمل القفّاز بذكاء شديد، وهو من الكائنات الاجتماعية التي تعيش في أعشاش أو قرى أو مستعمرات كثيرة يتألف معظمها من العمّال الذين يشيّدون الأعشاش ويدخرون الطعام.

وقد شاهدنا عددا من عمّال النمل القفاز وهم يغطون الأعشاش بالمواد الداكنة للمساعدة في تحقيق الدفء في المناخ الجنوبي البارد، أما عندما ترتفع درجة الحرارة في الصيف فإن هذا النمل لديه طريقة مدهشة في التعامل مع أشعة الشمس الحارقة، إذ يقوم بتبديل مواد البناء بالحجارة البيضاء كي تعكس طاقة الشمس وتقي الصغار في الداخل من حرارتها اللاسعة، ويعتبر هذا الإجراء حلّا مبتكرا يُحسب للنمل القفّاز الذي يعيش في هذه الجزيرة المتعددة الفصول.

الدصيور الشرقي.. يتفادي الشمس

هناك حيوانات أخرى تتفادى حرارة الشمس من بينها “الدصيور الشرقي” (Eastern quoll)، وهو حيوان جرابي لاحم متوسط الحجم يعيش في “تسمانيا”، لكنه يعتبر منقرضا في أستراليا، تضع أنثاه قرابة 20 مولودا صغيرا يعيش منها أربعة إلى ستة مواليد من الذين يتمكنون من التشبث بحلمات الأم، أما البقية فيواجهون الموت جوعا.

يميل هذا الحيوان إلى الصيد المنفرد، وينجذب إلى المراعي الجافة، ويعتاش على العثّ واليرقات والحشرات الصيفية، ويتخذ اليوم القسم الشرقي من الجزيرة مأوى له.

“الدصيور الشرقي”، حيوان جرابي لاحم متوسط الحجم يعيش في “تسمانيا”

بعد المرور على هذا العدد الكبير نسبيا من الحيوانات والأشجار والديدان المتوهجة، يعود بنا المخرج إلى الشياطين التسمانية وهي تملأ الغابات صراخا حادا يؤذي آذان السامعين، لكنه يكشف هذه المرة عن مناخها العاطفي وهي تتزاوج في دهاليزها السريّة بعيدا عن الأنظار، حيث تنتظر مواليدها الكثر التي لا ينجو منها إلا أقل من أصابع اليد الواحدة، لتبدأ معهم دورة حياة جديدة.

براعة التصوير والمونتاج

عادة ما تُكتب القصة السينمائية أو السيناريو في الأفلام الوثائقية بعد التصوير السينمائي، خاصة إذا كانت المهمة تنطوي على بعض المخاطر الجدية التي يمكن أن تودي بحياة الإنسان إلى ما لا يُحمَد عقباه، لذلك انتدب المخرج خمسة مصورين محترفين، وهم نيك هايورد ودامون هيثر وماكس مولر وبيتر نيرهوس وسايمون بلاورايت، والذين لم يتركوا زاوية جميلة إلا واستثمروها، ولا مشهدا مثيرا إلا وصوروه، وكانت النتيجة أن وفروا كمّا كبيرا من اللقطات والمَشاهد المصورة (رَشِّز) إلى كل ثيمة فرعية على انفراد.

المخرج والمذيع والبيئي البريطاني المعروف “ديفد أتنبرا” يعرض بعضا من الحيوانات التي اكتشفتها في “تسمانيا”

بكلمات أخرى كانت هناك عشر أعين تراقب وتصوّر كل شاردة أو واردة، إضافة إلى عيني المخرج الذي لا يبخل على مصوريه الخمسة بالملاحظات والإرشادات كلما استدعى الأمر ذلك، فجاء الفيلم الوثائقي مستوفيا لشروطه الفنية، خاصة بعد أن وضع المونتيران تيم كوب وآدم إيفانز لمساتهما الأخيرة ومَنتجا الفيلم بهذه الطريقة السلسة، وكأن الساعة الزمنية مرّت مثل حلم شفيف مرصع بالمفاجآت المدهشة، وهذا الكمّ الكبير من المعلومات الجديدة التي وفّرها فريق البحث عن بعض الكائنات الحيوانية والنباتية التي تحتفي بعزلتها في هذه الجزيرة التي نأت بنفسها عن البرّ الأسترالي، وانسحبت إلى أعماق المحيط وكأنها ظلت حائرة بين الالتحاق بأنتاركتيكا أو التوجه إلى أميركا الجنوبية.

 

المصدر: الجزيرة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments