عدّة بسيطة لاختبار الحمض النووي في المنزل، تلقاها أحدهم كهدية بمناسبة عيد الميلاد، غيّرت حياة رجلين كنديين إلى الأبد.
عاش ريتشارد بوفيه، من مدينة سيشيلت الساحلية في مقاطعة كولومبيا البريطانية، طوال حياته، معتقداً أنه من السكان الأصليين في كندا. لكن الاختبار الذي أجراه، أظهر أنه مزيج من أصول أوكرانية وأشكنازية يهودية وبولندية.
في نفس الوقت تقريباً وعلى بعد ما يقرب من 1500 ميل (2400 كيلومتر)، أجرت شقيقة إيدي أمبروز من منطقة وينيبيغ، في مقاطعة مانيتوبا، والتي نشأت في عائلة أوكرانية، اختبار الحمض النووي، واكتشفت أن لا علاقة بيولوجية تربطها بإيدي.
في الواقع، كان بوفيه هو شقيقها البيولوجي.
توفي والده عندما كان في الثالثة من عمره، مما جعله مسؤولاً عن إخوته الأصغر سناً، بينما عانت والدته بشدة من الخسارة.
التحق بمدرسة تهتم خلال النهار بأطفال السكان الأصليين، ثم أُخذ قسراً من عائلته في الستينيات، وهي سياسة متبعة في كندا، إذ كان أطفال السكان الأصليين يوضعون في رعاية بديلة، أو يتمّ تبنيهم خارج مجتمعاتهم.
ولم يكن أمبروز على علم بأصوله الحقيقية طوال حياته.
لسنوات عديدة، كان بوفيه فخوراً بإدارته قارب الصيد الوحيد المخصص للسكان الأصليين قبالة ساحل كولومبيا البريطانية.
وقال غانج: “لقد أدرك الآن أن الجميع هم من السكان الأصليين باستثنائه هو”. وأضاف: “هناك انقلاب هائل في قصتي حياتهما”.
عندما كان أمبروز طفلاً، طلب من إحدى الفتيات، أن تكون ضمن فريق البيسبول الخاص به أثناء الاستراحة المدرسية، على حد قول كينو، “دون أن يعلم أنها في الواقع أخته البيولوجية”.
وعندما كان في سن المراهقة، كان بوفيه يحب صيد الأسماك، ويذهب إلى نفس الشاطئ مع أخته البيولوجية، التي كانت ترمي صنارتها الى جانبه، ولم يكن الاثنان على علم بوجود صلة قرابة بينهما.
وعلى الرغم من الخسائر، قال غانج إن كلاهما فخوران جداً بما أصبحا عليه وبالعئلاتان اللتان ربتاهما. وقالها إنهما كسبا أيضاً عائلة جديدة بعد الاكتشاف الأخير.
وتواصل أمبروز مع أقاربه البيولوجيين، وأصبح عضواً في اتحاد “مانيتوبا ميتيس (لذوي الأصول المختلطة)”.
ويخطط بوفيه من جهته أيضاً للتواصل مع عائلته الحقيقية، ومنذ ذلك الحين، قامت ابنتاه البالغتان بوضع وشم “أمبروز” على أذرعهما، وهو الاسم الأخير الذي كان سيحمله والدهما لو لم يحضل ذلك الخطأ عند ولادته.
وقال غانج إن المقاطعة لم تعلق في البداية على ما تعرض الرجلان له، وادعت أن المستشفى الذي وقع فيه الخطأ تديره البلدية، وبالتالي ما حصل ليس مسؤوليتها.
ولكن بعد التغيير في الحكومة المحلية الذي شهد انتخاب كينو، أول رئيس وزراء من السكان الأصليين في مانيتوبا منذ عام 1887، تغيرت اللهجة.
وقال غانج إن الاعتذار يعدّ اعترافاً مهماً “بوقوع خطأ أثر عليهم جميعاً”، في إشارة إلى بوفيه وأمبروز، فضلاً عن عائلتيهما.
وكان المحامي نفسه قد نجح في الحصول على تعويض لكنديين آخرين تم تبديلهم عند الولادة في الماضي، ولكن في تلك الحالات، كان الأفراد قد ولدوا في مستشفيات تديرها الحكومة الفيدرالية.
بوفيه وأمبروز هما الحالة المعروفة الثالثة لخلط الأطفال عند الولادة في مقاطعة مانيتوبا. وتم الإبلاغ عن حالتين أخريين في مقاطعة نيوفاوندلاند الأطلسية.
وقال غانج إنه من الصعب معرفة مدى ندرة هذه القصص أو شيوعها.
وأضاف: “هذا مجرد تخميني الخاص، لكنني أعتقد أنه مع تزايد انتشار [أدوات اختبار الحمض النووي في المنزل]، يمكنك أن تجد حالات أخرى مثل هذه”.