في اليوم العالمي لمرض الملاريا، يتذكر آدم رجال أحد سكان إقليم دارفور السوداني، أعراض المرض التي ظهرت عليه في فبراير/شباط الماضي أثناء إقامته في مخيمات النزوح في الإقليم.
ويقول آدم لبي بي سي نيوزعربي “أُصبت بالحمى وشعرت بصداع وكنت أعاني من فتور في جسدي كله، حتى أنني لم أستطع السير على قدماي.. وكنت أعاني من الأرق”.
كان آدم محظوظاً. إذ إنه ذهب إلى مستوصف خاص داخل المخيم يمتلكه طبيب، حيث أجرى فحوصات وشُخّص بإصابته بالملاريا وهناك حصل على محاليل وريدية وتناول عقارا لعلاج الملاريا.
لكنَ هناك أشخاصاً كثيرين أُصيبوا بالملاريا ولم يستطيعوا الحصول على العلاج، ما أدى إلى وفاتهم.
وحذرت المنظمة من أن الاستراتيجية التي أقرتها لعام 2025 لمكافحة “مرض الفقراء” كما تطلق عليه، قد تفوت فرصها في التنفيذ بسبب الفقر.
التغير المُناخي وعلاقته بالملاريا
وقال الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة في جامعة مصر الدولية :”تشير الدراسات أنه إذا زادت درجة حرارة الأرض درجة مئوية واحدة بنهاية عام 2030، ستزداد أعداد الإصابة بالملاريا”.
وأوضح عنان في حديثه لبي بي سي نيوز عربي أن أنثى بعوضة الأنوفيليس المُسببة لفيروس الملاريا، والتي تعيش في درجة حرارة عالية، تهاجر إلى بلدان عدة.
وقد تجد تلك البعوضة ضالتها في البلدان التي شهدت ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة بسبب تغير المناخ.
تقول مارسي إرسكين مديرة برنامج الملاريا في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر لبي بي سي إن الكوراث الطبيعية كالفيضانات والأمطار وما ينتج عنهما من تكوين مياه راكدة تشكل تربة خصبة لنمو البعوضة التي تنقل المرض.
وتضيف إرسكين التي تترأس كذلك التحالف العالمي للوقاية من الملاريا “إن هناك بلداناً أُصيبت بكوارث طبيعية أدت إلى انتشار الملاريا، كما حدث في باكستان منذ عامين عندما شهدت البلاد فيضانات”.
وقد تعرضت باكستان في يونيو/ حزيران عام 2022، لفيضانات “مدمرة” ، أدت إلى زيادة إصابة حوالي 200 ألف شخص بالملاريا، بحسب منظمة الصحة العالمية وهو عدد مرتفع للغاية مقارنة بالحالات التي سبقت الفيضانات.
هل تقضي الناموسية على الملاريا؟
كما ترى مارسي إرسكين رئيسة التحالف العالمي للوقاية من الملاريا إن الناموسيات تساهم بشكل كبير في الحد من انتشار الملاريا.
وأضافت لبي بي سي :”في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي تمكن المجتمع الدولي من إيصال ثلاثة مليارات ناموسية معالجة بمبيدات حشرية في عدد من البلدان التي تنتشر فيها الملاريا”.
وتابعت إرسكين”هذا أكبر عدد ُوزع خلال الـ 20 عاماً الماضية”.
المبيدات الحشرية وتنظيف بؤر المياه الراكدة
هناك ثلاثة أساليب يجب أن تجتمع مع بعضها البعض للقضاء على الملاريا، يعددها الدكتور إسلام عنان في حديثه مع بي بي سي نيوز عربي كالآتي:
فالجزائر كانت لها تجربة رائدة في تنظيف مياه الشوارع الراكدة التي يتجمع حولها البعوض، بحسب ما يقول عنان لبي بي سي.
ويتابع: “هناك دول أفريقية كجمهورية الرأس الأخضر وموريشيوس استطاعوا التخلص من إصابات الملاريا تماماً باستخدام المبيدات الحشرية واستخدام الناموسيات المعالجة بمبيد للحشرات”.
كما تخلصت الولايات المتحدة من الملاريا عن طريق المكافحة البيولوجية والمبيدات الحشرية التي قضت على البعوضة الناقلة للمرض.
جرعات جديدة من اللقاح المطور هذا العام
لكنَ هذين اللقاحين، غير متاحين في كثير من بلدان القارة الأفريقية، التي تشكل إصابات الملاريا فيها 94 في المئة من إصابات العالم للعام 2022.
وقال الدكتور إسلام عنان لبي بي سي نيوز عربي إن اللقاح الذي طورته شركة GSK كان تكلفته مرتفعة ووُزعت منه كميات قليلة، منذ إنتاجه والموافقة على استخدامه قبل عامين.
وأضاف:”هناك لقاح جديد طور وسيوزع مطلع أو منتصف الشهر القادم وسيوزع بكميات كبيرة وسيكون سعر في متناول اليد، كما أن فعاليته تصل إلى أكثر من 70 في المئة وهذا أمر مبشر”.
كما قالت مارسي إرسكين رئيسة التحالف العالمي للوقاية من الملاريا “أتمنى أن نحصل على دعم مالي لتوفير اللقاح في البلدان الأفريقية”.