المسرح الكويتي يحظى بحضور جماهيري كبير في موسم الرياض

أكد ريادته بعروض منوعة جسد بطولتها نجوم من أجيال مختلفة

مفرح حجاب

تمكنت العروض المسرحية الكويتية، من فرض تواجدها على نطاق واسع في “موسم الرياض”، وحققت نجاحا كبيرا يليق بتاريخ وسمعة المسرح الكويتي الرائد في المنطقة، فكم العروض التي قدمها نجوم الكويت في كل انحاء المملكة العربية السعودية، خلال وقت قياسي إنما يؤكد قوة صناعة المسرح في الكويت ومحافظته على الريادة في الخليج العربي، في ظل وجود دماء جديدة وكوكبة من نجوم الجيل الجديد وأيضا نجوم كبار يواصلون تقديم المسرحيات باحترافية شهد بها خبراء المسرح في العالم العربي.
من تابع العروض المسرحية خلال الأسابيع الأخيرة سيجد ان الفنانين عبدالعزيز المسلم وهدى حسين وحمد العماني ومرام وعبدالله المسلم ومجموعة كبيرة معهم، قدموا بنجاح لافت مسرحية “السحر الأسود”، التي جذبت جمهور كبير احتشد من كل أنحاء المملكة لمشاهدتها، حيث استطاع المسلم أن يقدم عرضا مسرحيا عالميا استعان فيه بكل جديد في العالم على صعيد صناعة “أبو الفنون” ولذلك حصد نجاح وتشجيع ودعم الجمهور السعودي.
كذلك نقل الفنان طارق العلي، المسرح الكوميدي بكل أدواته وعناصره الى الرياض، من خلال مسرحية “ممية ولدي”، وشارك معه في العروض كل من الفنانين محمد عاشور وشهد سلمان ومدحت تيخا من مصر، وجمعة علي من الإمارات، وحسن محمد وغيرهم، والمعروف أن مسرح طارق العلي، يحظى أيضا بأجواء رائعة، يحرص على عدم تفويتها كثير من الشخصيات، خصوصا لاعبي الكرة الذين يحضرون مسرحياته وكان آخرهم اللاعب سالم الدوسري.
بينما قدم الفنان حسن البلام، وفريقه مسرحية “شيح روحاني”، من بطولة زهرة عرفات وفهد البناي وعبدالله الخضر، محققا نجاحا طاغيا، وكذلك عرض الفنان أحمد العونان مسرحية “الجار”، التي جرى تمديد عروضها، وهناك اعمال أخرى تنتظر العرض في موسم الرياض للفنان بدر الشعيبي وخالد المظفر وغيرهما.
ازدهار المسرح الكويتي وتجواله في منطقة الخليج العربي، بهذا الكم من العروض المسرحية ليس مستغربا، فهو الرائد بالمنطقة منذ تأسيسه، وامتدت نجاحاته من بغداد الى القاهرة مرورا بدمشق ثم دول المغرب العربي، حيث نثر عبيره في كل مكان تواجد فيه من خلال الرواد وحاليا من خلال كوكبة من الجيل الجديد الذين شاركوا في العديد من المهرجانات المسرحية الدولية من بينها مهرجانات القاهرة التجريبي وتونس والأردن وغيرها من المهرجانات.
استغراب البعض من النجاحات التي يحققها المسرح الكويتي وازدحام الجمهور لحضور العروض الكويتية التي يعلن عنها في دول الخليج لا سيما في “موسم الرياض”، يعود الى ان هؤلاء لم يقتربوا جيدا من الارث المسرحي الكويتي ولم يعملوا فيه أو يتعرفوا على نجاحاته وحكاياته أو يطلعوا على تأسيسه، فبجانب شغف الرواد بالمسرح وتطويره كان هناك دعم كبير من قبل الدولة، التي وفرت العديد من المؤسسات الأكاديمية وجلبت متخصصين على أعلى مستوى ووفرت العديد من الأدوات لتقديم رؤية متطورة للمسرح، وكان الأهم في ذلك هو مواكبة المسرح الكويتي لكل ما يدور في العالم عن المسرح وتقديم أفكاره بحرية تامة، في ظل وجود جمهور كويتي يعشق الفن والثقافة ولديه شغف كبير بالعروض المسرحية سواء كانت مخصصة للأطفال أو الكبار، فضلا عن المناخ الثقافي والفني المنفتح بشكل راق في الكويت بعيدا عن الإبتذال، ووجود وعي كبير لدى الجمهور بمحتوى الأعمال الفنية، فالجمهور بالكويت يميز تماما بين الغث والثمين وهذا ساهم في الإقبال الكبير على العمل في المسرح ودراسته، ومن هنا تخرج جيل مبدع يمتلك أدوات متجددة وفكرا مسرحيا ناضجا قدم من خلاله العديد من العروض غير المألوفة. ومن يتابع الحركة المسرحية في الكويت عن قرب سيجد أجيال عدة تعمل في المسرح بشغف كبير، ولعل ما جعل الأعمال المسرحية الكويتية مطلوبة في الخليج هو التناغم الكبير بين الأجيال في العروض المسرحية، فقد شاهدنا الفنانين عبدالعزيز المسلم وطارق العلي وغيرهما يعطون الكثير من الفرص للجيل الجديد وهذا سينعكس مستقبلا على نجاحات المسرح في الكويت، الذي يحتاج فقط الى زيادة عدد دور العرض من أجل أن يضاعف عطاءه ونجاحه.

 

المصدر: السياسة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
يسعدنا مشاركتكم في التعليقاتx
()
x