بينما غابت النشرة الإعلامية الورقية والندوة النقاشية عن دورة المهرجان السابعة
مفرح حجاب
انتهت مساء الجمعة فعاليات الدورة السابعة من مهرجان “الكويت الدولي للمونودراما” والذي أقيم في الفترة بين 28 يناير الماضي و2 فبراير الجاري بمسرح متحف الكويت الوطني، برعاية وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، ودعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ولعل من تابع هذه الدورة والتي تحمل اسم الفنان الكبير محمد جابر، سيجد انها قدمت سبعة عروض مسرحية تم اختيارها من قبل لجنة يترأسها الدكتور خالد عبداللطيف رمضان، ولذلك جاءت عروض مكتملة في كل عناصر وأدوات هذا اللون المسرحي.
تميزت الدورة السابعة بتنوع العروض المسرحية من مدارس مختلفة، وطرح جديد ذهب بعضها الى تناول أوجه الفساد وتطرق البعض الآخر إلى شخصيات تاريخية، وهناك أيضا عرض “المضحكاني”، الذي تحدث عن شخصية المونولوجست، وأهمية القضايا التي يطرحها، ما أدى إلى إيجاد حالة مسرحية جديدة لهذه الدورة، فضلا عن الاهتمام الكبير بهذه الدورة من قبل مسؤولي المسرح في الكويت وجمهور “أبو الفنون” بشكل عام، حيث شاركت الكويت بعرضين متميزين هما “المضحكاني” لفرقة مسرح الخليج العربي، و”الحارس” لفرقة “تياترو”، وهذا يدل على ان المهرجان خلق وعيا كبيرا وثقافة حقيقية لهذا اللون المسرحي.
وحرص الكثير من الفنانين الشباب والكبار على حضور عروض وفعاليات المهرجان، منهم محمد الحملي وخالد المظفر وعبدالرحمن العقل وحسين المنصور وحبيب غلوم وزهرة الخرجي وزهرة عرفات، وغيرهم، وهذا مكسب كبير، لأن وجود هذه النخبة من النجوم شجعت الكثير من الفنانين الشباب على الانخراط في فعاليات المهرجان، خصوصا أن اللون المسرحي الأحادي يصعب تقديمه في المسرح التجاري الجماهيري.
على الجانب الآخر شاركت السعودية، بمسرحيتين وكذلك دولة الإمارات، وشاركت الجزائر بعرض مسرحي، وهذا حراك مسرحي عربي في عروض “المونودراما”، من شأنه تعزيز الثقافة المسرحية لأن العروض تناقش كثير من القضايا، خصوصا أن مسرح الشخصية الواحدة يتميز بقوة العرض وصياغة الحبكة المسرحية التي يناقشها.
عند النظر إلى التكريم الذي تبناه المهرجان في دورته السابعة نجده مستحقاً، إذ اختار شخصيات فنية من أصحاب التاريخ قدمت الكثير للفن، مثل الفنانين محمد المنيع وعبدالرحمن العقل وسعاد حسين، الناقد بلال عبدالله، الموسيقار عبدالله الرميثان، وكذلك الفنانة الأردنية جولييت عواد، التي تصدت لبطولة كم كبير من الأعمال الدرامية البدوية.
كذلك اكتست دورة المهرجان السابعة بحلة جديدة مع تزين حفل الافتتاح ببعض اللمسات الجميلة، من بينها معرض الأدوات الحرفية والسيارات القديمة، فضلا عن عزف الموسيقى التراثية، التي خلقت أجواء جميلة.
ومن مكاسب الدورة السابعة أيضا الالتفاف والاحتفاء بشخصية المهرجان الفنان الكبير محمد جابر، الذي يتكئ على تاريخ حافل بالعديد من الشخصيات التي جسدها والأدوار التي أسعد من خلالها الجمهور، فضلا عن انه يتمتع بـ”كاريزما” عنوانها المحبة والتواضع والخلق الطيب والبشاشة، فجاء تجمع الفنانين في الدورة التي تحمل اسمه كتظاهرة حب لهذا الفنان الجميل، الذي عمل في الفن من أجل إسعاد الناس.
يبقى أن هناك لمسات أساسية كان يفترض وجودها حتى يكتمل نجاح المهرجان منها الجانب الإعلامي، لاسيما في وجود نشرة مطبوعة بدلا من نشرة “الأونلاين” التي توزع عبر “واتساب”، لأن النشرة الورقية فيها حياة للمواد التي تنشر عن فعاليات المهرجان ومن الصعب أن يكون هناك مهرجانا يقدم سبعة عروض مسرحية من دول عدة بجانب حفلي الافتتاح والختام ولا ترافقه نشرة إعلامية، كذلك غاب عن المهرجان وجود رؤية لتفسير العروض التي تقدم، وكم تمنيت عقد ندوة على المسرح بعد العرض مباشرة تتحدث عن العرض فيما لا يزيد عن 15 دقيقة، لكي يتعرف الجمهور على مضمون ورسالة ما يقدم على المسرح بالشكل الصحيح.
يبقى أمر جميل في المهرجان تمثل في وجود كم كبير من أعضاء هيئة التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لأن وجودهم يثري العروض ويحمل الكثير من الأفكار، ويجب أخيرا توجيه كلمة شكر لمؤسس ورئيس المهرجان جمال اللهو، الذي بذل جهدا كبيرا لكي يخرج للجمهور بهذا الشكل المميز.