القاهرة حزينة على هدم تراثها وتاريخها

تلقّى سكّان القاهرة ومحبّو الثقافة المصريون بـ «حزن عميق» خبر هدم مركز «درب 1718» للفن المعاصر في وسط العاصمة لتنفيذ مشروع لتوسعة الطريق، إذ شكّلت إزالة هذا المَعلَم التراثي حلقة جديدة في مسلسل سبق أن شمل المقابر التاريخية.

ففي السادس من يناير الجاري، اعلن مركز «درب 1718» في بيان عبر صفحته الرسمية على منصة «فيسبوك» أن مبناه الرئيسي هُدم «من دون أي إشعار أو تعويض مسبق»، وسط ما وصفه بـ «حزن عميق وغضب شديد».

فالمركز الواقع في منطقة صناعة الفخار في وسط العاصمة المصرية كان «بمنزلة ملاذ للفنانين والحرفيين من جميع الأنواع لأكثر من عقد».

ورأى «درب 1718»، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم، في هدم مبناه «تذكيراً صارخاً بالتهديدات المستمرة التي يواجهها تراث القاهرة وتاريخها، وتهجير مجتمعاتها من دون أي اعتبار».

وشهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة إزالة آلاف القبور في جبّانة القاهرة التاريخية التي تُعدّ الأقدم في العالم الإسلامي والمدرجة على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، لخدمة مشاريع لتطوير شبكة الطرق والمواصلات في العاصمة من خلال بناء جسور وأنفاق وسكك حديدية.

وقال مؤسس مركز «درب 1718»، عام 2008، الفنان التشكيلي معتز نصر الدين في مداخلة هاتفية الأسبوع الماضي ضمن برنامج «كلمة أخيرة» مع الإعلامية المصرية لميس الحديدي: «فوجئنا ببلدوزرات (جرافات) الحي بعد عطلة رأس السنة تدمّر المبنى بمحتوياته».

واستغرب نصر الدين القرار، وقال إن اجتماعاً عُقِد «في وقت سابق مع رئيس الحي وتم الاتفاق على تأجيل الأمر للتفاوض بعد الانتخابات الرئاسية»، مضيفاً أن الأجهزة المحلية عمدت إلى إزالة مبنى «درب» الرئيسي، ومبنيين آخرين لتعليم صناعة وحرفة الفخار، كانت «واجهة جميلة ومشرفة» للمنطقة.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments