تجربة المطربين في تقديم البرامج التلفزيونية أراها الأنجح على الإطلاق في أي دورة برامجية تحظى بدعم كبير وتسويق ذكي. الفنانة أصالة مثلاً في برنامج «صولا» قدمت شكلاً رائعاً من خلال جلسة ودية كسرت فيها جمود البرامج التقليدية. والنجم نبيل شعيل كذلك في برنامج «مع بوشعيل»، عندما التقى بشخصيات سياسية واقتصادية ودينية ورياضية وفنية، وأثبت حضوره وقدرته وتنوعه على المحاورة من دون تكلف، كاشفاً عن كمية المخزون الثقافي والمعرفي، والأمثلة عديدة ولها نجاحاتها وخصوصيتها كل على حدة.
وفي برنامج «أحلام ألف ليلة وليلة»، الذي يعرض حالياً على شاشة أبوظبي، رأينا شخصية جديدة للنجمة أحلام الإعلامية المتمكنة من أدواتها. لا نقلل من الدور الكبير لفريق الإعداد ومجهوده الواضح في البرنامج، إلا أننا نجد أم فاهد الإضافة الحقيقية للبرنامج، الذي اعتمد على البحث عن المعلومات الجديدة ودعم نجوم الصف الثاني لضيوف البرنامج الرئيسيين، كما شهدنا الثنائيات الغنائية و«التريو» بأفكار لم تُطرق من قبل، وهذا الظهور يستحق الإشادة، لأنها لم تسلط الضوء على أحلام الفنانة بقدر اهتمامها بالضيف والمحتوى والمشاركة في الغناء.
هذه النوعية من البرامج التي دائماً ننادي لتقديمها للمتلقي ولم نجد من يسمع، مع أهمية الدعم اللوجستي والمادي للظهور بالشكل المطلوب في وقت عزف فيه غالبية الجمهور عن متابعة التلفزيون، ما لم تكن هناك مادة تشد المشاهد وأسماء تعطي ثقلاً للبرامج في جميع المجالات. فهناك إعلاميون لهم تجربتهم وتميزهم، لكن لا ينجحون في هذه البرامج، خصوصاً أن بعض الضيوف يؤمنون بنظرية المؤامرة، ويجدون أن اللقاء عبارة عن فخ لاستدراجهم إلى تصريحات هم في غنى عنها بحسب ما يرون.
أتمنى الاستفادة من تجارب النجوم الذين تم ذكرهم، لنكتشف إمكانات تحتاج فقط إلى من ينبش فيها ويقدمها بطريقة ملائمة تحفظ مكانة هذه الأسماء ومن هم بنفس مستواهم.
نهاية المطاف: ما بين الواقع والأحلام يخلق الإبداع.