توجت الأرجنتين بطلة العالم تأهلها لمونديال 2026 في كرة القدم، بفوز عريض على غريمتها البرازيل 4 – 1، الثلاثاء في بوينس أيرس ضمن تصفيات أميركا الجنوبية.
وتناوب خوليان ألفاريس وإنسو فرنانديس وأليكسيس ماك أليستر وجوليانو سيميوني على تسجيل أهداف «ألبي سيليستي» التي ضمنت بطاقة التأهل قبل بداية المباراة، نتيجة تعادل بوليفيا مع الأوروغواي من دون أهداف.
وباتت الأرجنتين عقدة للبرازيل، فمنذ خسارتها أمام الأخيرة في نصف نهائي كوبا أميركا 2019، فاز زملاء الأسطورة ليونيل ميسي، الغائب في هذه النافذة بسبب الإصابة، أربع مرات مقابل تعادل واحد، علماً أنها فازت ذهاباً أيضاً في نوفمبر 2023 بهدف نظيف على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو.
وكانت الأجواء احتفالية في استاديو مونومنتال، قبل ضربة البداية، واستمرت خلال الدقائق التسعين التي شهدت توزيع الأهداف الأربعة.
افتتح ألفاريس، مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني، التسجيل مبكراً بعد أربع دقائق، مستفيداً من تمريرة تياغو ألمادا ليضع الكرة في مرمى بينتو حارس النصر السعودي.
بعدها بثماني دقائق، أخفق الدفاع البرازيلي بالتعامل مع كرة عرضية، فوصلت إلى لاعب وسط تشلسي الإنكليزي فرنانديس الذي تابعها في الشباك من مسافة قريبة هدفاً ثانياً.
تنفس «سيليساو» الصعداء في الدقيقة 26، بعد خطأ من مدافع توتنهام الإنكليزي كريستيان روميرو سمح لماتيوس كونيا بتقليص الفارق، إذ سرق الكرة وأطلقها من حدود المنطقة أرضية في شباك الحارس إيميليانو مارتينيس.
لكن آمال البرازيل بالعودة تلقت ضربة جديدة في الدقيقة 37، بهدف جميل من ماك أليستر. مرة جديدة، كان ألمادا صانع كرة قابلها لاعب ليفربول الإنكليزي «على الطاير» من داخل المنطقة، معززا النتيجة إلى 3-1.
سيميوني يسجل الرابع
وترجمة لسيطرتها على المجريات، عززت الأرجنتين تقدمها وأنهى جوليانو سيميوني المهرجان في الدقيقة 71 بكرة قوية من زاوية ضيقة في سقف المرمى. وهذا الهدف الدولي الأول لجوليانو (22 عاماً)، نجل دييغو، مدرب أتلتيكو مدريد.
ورفعت الأرجنتين رصيدها إلى 31 نقطة من 14 مباراة في المجموعة الموحدة لتصفيات «كونميبول»، بفارق 16 عن فنزويلا التي تحتل المركز السابع المؤهل للملحق، في حين لم يتبق لها سوى أربع مباريات.
وتتأهل أول ستة منتخبات من أميركا الجنوبية مباشرة للنهائيات المقررة العام المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وتحمل نهائيات مونديال 2026، المشاركة رقم 19 للأرجنتين في كأس العالم، منذ وجودها في النسخة الأولى التي استضافتها الأوروغواي عام 1930 وحلت فيها وصيفة.
ولم تغب الأرجنتين عن النهائيات سوى في أربع نسخ (1938,1950,1954 و1970)، فيما حققت اللقب ثلاث مرات (1978 على أرضها و1986 في المكسيك إلى جانب اللقب الأخير في قطر 2022).
حلت وصيفة مرتين بعد نسخة الأوروغواي الأولى، أمام ألمانيا في نسختي إيطاليا 1990 والبرازيل 2014.
في المقابل، باتت البرازيل في المركز الرابع (21 نقطة) بفارق الأهداف وراء الأوروغواي ومتقدمة على الباراغواي بفارق الأهداف أيضاً.
ولا تزال الإكوادور الثانية (23) على مسار التأهل، رغم تعادلها من دون أهداف مع مضيفتها تشيلي متذيلة الترتيب في سانتياغو.
وأهدرت كولومبيا، سادسة الترتيب (20)، فرصة تقليص الفارق أمام منتخبات الطليعة، بتعادلها مع الباراغواي 2-2 في بارانكيا.
سكالوني يدعو للاستمتاع باللحظة
دعا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني ليونيل سكالوني الجمهور للاستمتاع باللحظة «الحالية» عقب الفوز على البرازيل.
وقال سكالوني، في مؤتمر صحافي عقب اللقاء: «لعبنا كفريق ولهذا حجمنا البرازيل. هذه هي الطريقة الوحيدة للفوز على فريق كهذا ولاعبين كهؤلاء».
وأضاف المدرب: «كل ما أريده هو أن يستمتع الجمهور بهذا الحاضر وهذه اللحظة لأنني لا أعرف إلى متى ستظل مستمرة».
وأشار سكالوني إلى أن الهدف المبكر الأول الذي سجله اللاعب خوليان ألفاريز لعب دوراً «محورياً» في فتح خطوط المنافس وصناعة الفارق.
وتابع المدرب: «لا يوجد شيء سهل في التصفيات والتأهل كما تأهلنا شيء جدير بالاحترام».
وتحدث سكالوني كذلك عن المنتخب البرازيلي، وقال إنه يمر على الأرجح «بوضع صعب، لكنه بالتأكيد سيتخطاه».
وقال المدرب: «يجب أن يتجاوزوا هذه اللحظة، لديهم ثقافة كروية تعتبر مثاراً للحسد».