اختفى هدير الشلالات وظهرت البنادق والسيوف و”توماهوك”!

في ظلمة حالكة ليلة 29 مارس 1848، توقف فجأة هدير المياه في شلالات نياجرا على الحدود الكندية الأمريكية. تجمد كل شيء ولم تعد المياه تتساقط.

حدثت هذه السابقة في تلك الليلة البعيدة، إثر عاصفة ثلجية قوية هبت على المنطقة وملأت في وقت قصير بالجليد بحيرة “إري” التي تتدفق إليها مياه نهر نياجرا. تسبب ذلك في سد القناة الضيقة ومنع تدفق مياه النهر.

بعد أن أذهل “الصمت الرهيب” السكان المحليون الذين اعتادوا على صوت الهدير، تمكن البعض في وقت لاحق حتى من التجول سيرا على الأقدام فوق الشلال.

شلالات نياجرا التي تبدو مثل جدار مياه تتساقط بشكل حاد، عبارة عن سلسلة من الشلالات في منطقة الحدود الكندية الأمريكية المباشرة بين مقاطعة أونتاريو وولاية نيويورك. تحت اسم واحد توجد منظومة من ثلاثة شلالات هي “حجاب العروس”، و”الأمريكي”، و”حدوة الحصان”.

أكبر الشلالات الثلاثة في ” نياجرا” هو “حدوة الحصان” ويقع في الجانب الكندي، ويبلغ ارتفاعه 51 مترا وعرضه 820 مترا. يقول العلماء إن عمر هذه الشلالات يصل إلى 10000 عام، وهي ليست الأكبر في العالم، وقد تشكلت نتيجة لتآكل الصخور. اللافت أن هدير شلالات نياجرا يمكن سماعه على بعد 25 كيلو متر.

في العادة لا تتجمد المياه في شلالات نياجرا إلا قليلا، لكنها تجمدت تماما مرة واحدة في التاريخ المُسجل، ليلة 29 مارس 1848، وتوقف تدفقها “الابدي” لمدة 30 ساعة.

نجم عن توقف تدفق المياه في شلالات نياجرا بشكل تام حينها، توقفت جميع المصانع والطواحين المائية المرتبطة بنياجرا مع خطوط إنتاجها.

حين أشرقت الشمس وارتفعت في كبد السماء، مضت حشود من السكان المحليين لمشاهدة المياه الضحلة في المصب. هناك عُثر على عدد كبير من البنادق والسيوف والحراب و”توماهوك”، فأس الهنود الحمر المميزة. هذه الأسلحة من بقايا المعارك حول هذه المنطقة مطلع القرن التاسع عشر بين الجيش الأمريكي والهنود الحمر، السكان الأصليين.

تذكر السجلات التاريخية أيضا أن نجارا يدعى جورج هولي، قاد حصانه وعربته على طول مجرى نهر “نياجرا” لمسافة 275 من دون أي عقبات كبيرة. قيل إن هذا الرجل تمكن من جمع صخور نادرة قبل أن يعود من حيث أتى.

بعد مرور حوالي 30 ساعة على ذلك “الصمت الرهيب”، بدأت الأرض في الارتعاش وارتفع صوت يشبه القعقعة، وعادت المياه كما كانت إلى التدفق بسلاسة وبسرعة. تمكنت جموع السكان المحليين وأفراد الجيش الذين كانوا يتجولون هناك من مغادرة مجرى النهر قبل أن تعود المياه إلى التدفق من جديد.

سلطات مدينة “بوفالو” بولاية نيويورك فسرت ما جرى قائلة إن الجليد على بحيرة “إري” ذاب بسبب الطقس الدافئ، ودفعت به الرياح في اتجاه منبع “نياجرا”. في تلك اللحظات، تغير الجو وأصبح باردا جدا ما أدى على حدوث تجمد سريع للمياه وتراكم قطع من الجليد وتشكل احتقان غير مسبوق في المجرى.  

لاحقا، حين تغيرت الرياح وبدأت الكتلة الجليدية الصلبة في الذوبان، ضعف “الحائط الجليدي” تدريجيا وانهار فجأة تحت ضغط الماء المتراكم، ما أدى إلى تدفق المياه واستعادة التيار لسرعته السابقة.

شلالات نياجرا، توقفت في ذلك الوقت تماما للمرة الأولى في التاريخ، لكنها توقفت أيضا في عام 1969، ولكن بشكل مصطنع. حينها أوقف المهندسون الأمريكيون جزئيا مجمع مياه نياجرا لتفحص إمكانية وقف تآكل الصخور، وبعد القيام بعدة تدخلات فنية في الكتلة الصخرية، عادت المياه إلى مجاريها بنفس الاندفاع.

المصدر: RT

 

المصدر: روسيا اليوم
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments