أنور: الدراما الخليجية مجبورة على الخروج من {الراحة}

بعد نجاح مسلسله الرمضاني «سدف» وتحقيقه أعلى نسب مشاهدة في الموسم، كشف الكاتب والمخرج محمد أنور عن استعداده خلال الفترة القادمة لتقديم عدة أعمال فنية بالتعاون مع قنوات تلفزيونية وشركات إنتاج مختلفة.

وحول مشروعه الدرامي الإخراجي الأول، قال أنور: «سعادتي لا توصف بنجاح مسلسلي (سدف)، الذي قمت بتأليفه وإخراجه في تجربة هي الأولى من نوعها في مشواري الفني، حيث إن المسلسل استطاع أن ينافس بقوة بين أعمال الموسم ويحتل مكانة ثابتة ضمن قائمة أعلى نسبة مشاهدة عبر منصات رقمية مختلفة، كواحد من أهم 10 مسلسلات رمضانية في الموسم، وهي بداية قوية تثلج الصدر وتدفع نحو المزيد في المستقبل».

وأضاف أنه، على عكس ما يتوقعه الكثيرون، ليس مجرد مؤلف درامي دخل مجال الإخراج مؤخراً، موضحاً أنه في الأساس مخرج قبل أن يكون مؤلفاً، حيث درس الإخراج في الولايات المتحدة الأميركية وقدم عدة أفلام تسجيلية هناك، وحين عاد إلى الكويت أخرج العديد من الإعلانات والأفلام الوثائقية، وحصد جوائز عدة عن أعماله من ألمانيا ومالطا وغيرهما، وساهم في إنتاج الإعلان صاحب الميزانية الأكبر في الوطن العربي لصالح شركة اتصالات إماراتية، والذي شارك فيه أهم نجوم العالم والعرب، محققاً ملايين المشاهدات.

وعن دخوله مجال الكتابة الدرامية، قال أنور: «بمحض المصادفة وعلى عكس المتعارف عليه، فالإخراج كان هو البداية، وحينها شعرت بالتحدي مع نفسي، وسألتها: هل يمكن أن أستطيع كتابة عمل درامي بالكامل من تأليفي؟ وبالفعل نجحت في ذلك وقدمت مجموعة من المسلسلات التي حازت إعجاب الجمهور وساهمت في انتشار اسمي، ولكن كمؤلف وليس كمخرج في هذه المرة، وذلك من خلال مسلسلاتي في السنوات الأخيرة مثل (محمد علي رود) و(الديرفة) و(الناموس) و(القفص) وغيرها من الأعمال، انتهاءً بـ (سدف) في رمضان الماضي».

وحول التمثيل، ذكر «لا أعتقد أني سأخوض مجال التمثيل، فأنا من عشاق العمل خلف الكاميرا ولا أحب الظهور أو الأضواء، لأنني أعشق الحياة بحرية والتنقل بين الناس بهدوء دون أن يعرفني الجميع، وهذا أنسب لطبيعتي. ولكن أعمالي القادمة ستكون من إخراجي وتأليفي، لأنني الأقدر على فهم أعمالي وتقديم رؤية إخراجية توصل رسالتي من خلال النص».

وأكد أنور أن المخرجين الذين تعامل معهم في السابق كانوا حريصين على نصوصه وقدموها في أفضل صورة، كما أنهم جميعًا أصدقاؤه، وربما يتعاون في المستقبل مع مخرجين آخرين، إلا أن المرحلة المقبلة ستشهد أعمالًا من تأليفه وإخراجه بعد نجاح تجربة «سدف». وأضاف أنه مستمر في التعاون مع أصدقائه الفنانين الذين شاركوه أعماله منذ سنوات، وهم بثينة الرئيسي، وحسين المهدي، وعبدالله بهمن، وغدير السبتي، وعباس خليفي، وغيرهم، ومدير التصوير هيثم بو شاور، نافيًا أن يكون ممن يدعمون الشللية في الوسط الفني، ولكنه يجد الراحة في التعاون مع فريق يجمعهم تفاهم كبير وتحدٍّ وصداقة، وتقبل للتعديل والتطوير باستمرار دون حساسية أو سوء فهم.

وحول شعوره بعد عودته للإخراج، قال: «توقعت أن لياقتي الإخراجية والإدارية قد اختلفت بعد سنوات من التوقف عن الإخراج، ولكن فوجئت بأن لياقتي موجودة، وشعوري بالسعادة لا يوصف، حيث شعرت كأني عدت طفلًا مقبلًا على الحياة بشغف كبير. فالفن مهنة تتطلب أن تشعر بالمتعة والشغف الكبير حتى تستطيع أن تقدم وجبة درامية ممتعة وترفيهية وتوعوية للجمهور».

وبشان الدراما الرمضانية، ذكر أنور: «تابعت مسلسل (لام شمسية)، وهو عمل يعكس حجم النضج والوعي والتطور الذي تشهده الدراما المصرية، بتوقيع المخرج المبدع كريم الشناوي والكاتبة المخضرمة مريم نعوم. فأنا عاشق للمسلسلات الجريئة التي تبهر المشاهد العربي بطريقة عرض لائقة، ولكنها في نفس الوقت تعكس مرآة المجتمع بطريقة شديدة الحدة، وتلامس القضايا الحساسة، وتؤكد دور الدراما في الوعي والتوجيه دون الإخلال بعناصر المتعة الفنية».

وأكد أن الدراما الخليجية تخشى رد فعل الجمهور على القضايا الحساسة، وهو سبب اتجاه الكُتاب للقضايا الآمنة، ولكن الدراما المصرية هي الدراما العربية الوحيدة التي تجاوزت التعامل مع المشاهد كطفل، وخاطبت وعيه وذكاءه وقضاياه الملحة. ولكن المواكبة صارت إجباراً وليس اختياراً، فالدراما الخليجية مجبرة على الخروج من منطقة الراحة، خاصة أن المنافسة قوية عبر القنوات والمنصات، والجمهور ينجذب نحو العمل الصادق الذي يستحق المشاهدة».

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments