وسط مظاهر البيئة الطبيعية القاحلة في محافظة مأرب اليمنية، تقف صفوف من أشجار البرتقال المثمرة النضرة لتتحدى الصحراء القاسية.
وصارت بساتين البرتقال في مأرب، التي تمتد على مساحة 6300 هكتار تقريباً، منارة أمل في بلد يعاني الصراع وانعدام الأمن الغذائي.
وقال مسؤول الإرشاد الزراعي في مأرب، محمد كابع، في لقاء مع «رويترز» نشرته اليوم، إن «محافظة مأرب تقريباً تنتج 145 ألف طن من البرتقال سنوياً، وتساهم بنحو 74 بالمئة من الناتج المحلي، مما يجعلها عاصمة الفواكه الحمضية في اليمن».
وتُعرف محافظة مأرب ببرتقالها الجيد وفاكهة الشتاء التي انتشرت ببساتينها كاملة، وخصوصاً في مديرية الوادي والمدينة وبقية المديريات.
وتفتخر المنطقة بإنتاجها أصنافاً ممتازة، مثل النيفل والنابلت والنيوفل، وهي أصناف برتقال عالية الجودة، لدرجة أنها تجذب الاهتمام خارج حدود اليمن.
وأضاف كابع: هناك أصناف من البرتقال «أبوسرّة»، ذات جودة عالية، وصالحة للتصدير، من ضمنها النيفل والنابلت والنيوفل، وهي أصناف رائعة جداً ويرغب بها كثيرون للتسويق خارج البلد.
ويأتي موسم الحصاد ليكشف عن مشهد منسق متناغم يعمل فيه العمال بشكل منهجي على جمع الثمار الناضجة بعناية من البساتين ورفعها في صناديق إلى شاحنات.
وبينما يشهد قطاع زراعة البرتقال في مأرب نمواً ملحوظاً، مع توقّع أن يصل الإنتاج إلى 248 ألف طن هذا العام، فإنه يواجه تحديات ضخمة تتعلق بالأسواق.
ويقول المزارعون إنهم يواجهون محدودية الوصول إلى الأسواق ونقص المستثمرين الذين يركزون على التصدير، ونقصاً ملحوظاً في جمعيات التسويق ومؤسسات البحوث الزراعية.
وقال المزارع حسن دخنان: «مزارعو البرتقال هنا يعانون عدة مشاكل، أبرزها التسويق والآفات والإرشاد الزراعي وبعض المواد… أي أن الإشكاليات متعددة».