أمل جديد لـ”حبيسات الجسد” قد يساعد في علاج مرضهن

اعتلال الفيريتين العصبي هو حالة مرضية نادرة تصيب الدماغ، وتحبس الناس في أجسادهم، ويبدو أنها تؤثر إلى حد كبير على الأجيال القادمة من العائلة المصابة. وبينما أطلقت إحدى الجامعات تجربة جديدة بهدف الوصول إلى عقاقير يمكنها عكس آثار المرض، تحدثت بي بي سي إلى عائلة مكونة من أربع شقيقات تم تشخيص إصابتهن بالمرض.

كانت ليز تايلور تبلغ من العمر 38 عاماً عندما اكتشفت أنها ستفقد قدرتها على المشي والتحدث وحتى تناول الطعام.

كانت في البداية تعاني من ألم في يديها، وبعد أسابيع من الاختبارات، أخبرها الأطباء في نيوكاسل أنها مصابة بمرض عصبي لا يوجد له علاج.

تقول بيني ابنة ليز: “أتذكر عندما ركضت ذات مرة إلى الطابق العلوي وهي تبكي”.

وأصبحت ليز عند بلوغها سن التاسعة والخمسين، محاصرة تماماً في جسدها.

“العيش في عزلة داخلية”

وتعتبر هذه التجربة بمثابة بصيص أمل لليز وأخواتها، بما في ذلك هيذر غارتسايد البالغة من العمر61 عاماً.

يقول ستيفن زوج هيذر إنها تستطيع فهم كل ما يحدث في العالم من حولها، لكنها لاتستطيع التواصل، وبالكاد تستطيع التحرك ولم تعد قادرة على التحدث.

يضيف ستيفن، الذي يقوم برعاية زوجته: ” لقد رأينا إليزابيث تتدهور، وعرفنا أن المرض سيغير حياتها”.

ويسأل ستيفن عما إذا كان هناك كلمات يمكن أن تصف مدى صعوبة ما تعانيه زوجته هيذر، والتي لاتستطيع الإجابة على أي سؤال.

أما جيمس فينظر باتجاه زوجته ليز، ويقول: “من الصعب جداً العيش في تلك العزلة الداخلية”.

اكتشف العلماء المرض لأول مرة في نيوكاسل، بعد أن ظهرت أعراضه على عدد كبير من المرضى في بلدة تسمى كمبريا.

وتتبع تاريخ المصابين في في كوكرماوث، كمبريا حتى القرن الـ 18 في كوكرماوث، كمبريا، بالإضافة إلى الأسر التي تحمل لقب فليتشر.

كما تم إجراء تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الأشخاص المصابين، يتقاسمون أصلاً مشتركاً مع فليتشر كريستيان، المعروف بقيادة التمرد على السفينة “باونتي” في أبريل/نيسان عام 1789، نظراً لأنه كان أيضا من المنطقة، لكن هذا الدليل لا يزال غير واضح حتى الآن.

“علاج محتمل”

يقول البروفيسور تشينري: “تظهر عمليات المسح مكان تجمع الحديد في الدماغ، وفي الأشخاص الذين ورثوا هذا التغيير الجيني، يتم تمييز ذلك بسهولة”، مضيفاً: “قد يستغرق الأمر 40 عاماً قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور لدى المرضى”.

ويوضح البروفيسور تشينري أنه بعد ظهور الأعراض على المرضى لمدة 10 سنوات ، فإن الحديد الزائد “يتسبب بوضوح في تلف الدماغ نفسه، وتدمير الأنسجة الداعمة”.

وتمت الموافقة على التجربة من قبل وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في فبراير/شباط الماضي.

ويتم دعم التجربة من قبل مؤسسة “تحدي لايف آرك للأمراض النادرة”، والتي ساهمت بمبلغ 750.000 دولار لإنجاح التجربة.

تقول الدكتورة كاتريونا كرومبي، من لايف آرك: “تعد تجارب إعادة استخدام الأدوية طريقة فعالة، لاستثمار العلاجات التي تمت الموافقة عليها بالفعل، في علاج الحالات والأمراض الجديدة”.

إذا نجحت التجربة، يقول البروفيسور تشينيري إن جميع الأطباء قد يكونون قادرين على إعطاء الأدوية للأشخاص قبل ظهور أي أعراض على الإطلاق.

ويضيف: بالنسبة لهؤلاء المرضى، هذا يعني”علاجاً محتملاً”.

ويضيف: “إذا استطعنا أن نظهر في هذه الحالة أن تقليل الحديد يوقف تلف الخلايا العصبية، فلن يكون مستحيلاً، اقتراح نهج مماثل قد يكون مفيداً في مرض باركنسون أو مرض ألزهايمر”.

“أحاول ألا أفكر في الأمر”

تجربة ديفيريبرون تحملاً أملا في أن يكون العلاج الفعال ممكناً.

تساعد بيني ابنة ليز في رعاية أفراد عائلتها لكنها لا تعرف ما إذا كانت مصابة بالمرض.

وتشير بيني إلى أنها قلقة بشأن تعليق الأمل على نجاح التجربة، لكنها تؤكد أن ذلك “سيعني كل شيء” لها ولعائلتها.

ويوافق ستيفن زوج هيذر، قائلاً: “إذا أبطأ الدواء الأعراض، فهذا فوز، لن تتدهور أكثر. أما إذا أمكن علاجها فذلك سيكون رائعا، رائعا لغاية”.

ويستدرك وهو ينظر إلى زوجته: “هذا يعني الكثير، أليس كذلك؟”.

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments