تكررت إطلالة بعضهم في وسائل الإعلام للمناشدة وطلب العلاج
مفرح حجاب
تأخذ الأزمات الصحية الكبيرة التي يمر بها نجوم الفن والعاملون في الساحة صدى كبيرا في وسائل الإعلام المختلفة وتحظى بتعاطف الجمهور، الذي تعلق بهم وأحب أعمالهم الفنية، وأوجد هذا الأمر جدلا كبيرا بمنصات “السوشيال ميديا”، بين مؤيد ومتعاطف معهم في وجوب علاجهم بأفضل المستشفيات سواء داخل أو خارج الكويت، ومن يشدد على أهمية أن يكون هناك دور للمؤسسات الفنية، لأن العلاج متوفر بمستشفيات الكويت للجميع دون استثناء.
علينا أن نتفق على أن علاج الفنانين هو حق من حقوقهم مثل أي مواطن أو مقيم، لكن بينهم بعض الحالات المرضية الحرجة، التي تستدعي السفر للعلاج بالخارج، في المقابل تضع مناشدات الفنانين في وسائل الإعلام العديد من المسؤولين في حرج كبير، خصوصا ان هناك حالات مماثلة يتم علاجها في الكويت أو أن إجراءات السفر تحتاج بعض الوقت ما يجعل بعض وسائل الإعلام تكثف من إبراز أخبار هذا النجم أو ذلك من أجل إنهاء الإجراءات أو في بعض الأحيان استثناء أصحابها ما يسبب الكثير من المشاكل.
تكرار المناشدات بضرورة الاهتمام بالفنان واستثنائه، خصوصا في أمور العلاج حين يعاني من اصابة مرضية كبيرة، يستدعي السؤال عن دور النقابة التي ينتمي اليها وهي نقابة الفنانين، إذ يفترض وجود تأمين صحي لكل الفنانين وأيضا إمكانية علاج أي فنان في الخارج إن استدعت حالته الصحية ذلك، في المقابل لن تتمكن نقابة الفنانين والإعلاميين، من القيام بهذا الدور الا إذا كان لديها موارد مالية تمكنها من العناية بالفنانين والإعلاميين، وهذه الموارد تتحقق من خلال اشتراكات الأعضاء وفرض بعض الرسوم على تذاكر دخول السينما والمسرح والحفلات وغيرها من الأنشطة الفنية لصالح صندوق النقابة، لكن مع الأسف الفنانين أنفسهم لن يقبلوا بهذا الأمر بل ان البعض يحاول التقليل من دور النقابة وعندما يتعرض إلى بعض المشاكل يسأل أين دور نقابة الفنانين وكأن النقابة تحصل على ميزانية بالملايين سنوياً.
أطل قبل أيام قليلة الفنان “ولد الديرة” وهو على فراش المرض في المستشفى بانتظار سفره إلى الخارج لإكمال علاجه نتيجة وضعه الصحي الحرج، ما يجعلنا نعود إلى دور النقابة في مساندة الفنانين وأداء دورها في مثل هذه الحالات، خصوصا أن الكثير من الفنانين واجهوا العديد من المتاعب في علاجهم، ولا يمكن أن يقتصر دور النقابة على المناشدة من أجل سفر هذا الفنان أو ذاك، بل ينبغى أن يكون لها دور أكبر من خلال الإنفاق على علاج الفنانين عبر إنشاء صندوق مخصص لمثل هذه الحالات تكون له آلية معينة من خلال الاشتراكات وبعض الرسوم على الأعمال الفنية، بعدما عانى العديد من الفنانين من مشاكل مرضية كثيرة مثل الفنانين أحمد جوهر، فيصل بوغازي، جواهر، بدر الطيار، أمل عباس وغيرهم، واتخذ كل منهم طريقا مختلفا من أجل تلقي العلاج بينما كان من الممكن ان تكون هناك آلية متعارف عليها من خلال دور نقابة الفنانين سواء في حصولهم على تأمين صحي ببعض المستشفيات المتميزة في الكويت أو من خلال لجنة صحية تساهم في اختيار علاجهم بمستشفيات معروفة في الخارج، وهذا الأمر يحتاج الى ضرورة إيمان الفنانين أنفسهم بهذا الدور الحيوي وان يبادروا لمساعدة النقابة على القيام بدورها في هذا الأمر، لأن المناشدات والظهور في الصحف ووسائل الإعلام ربما تجلب حلولا مؤقتة قد لا يستفيد منها إلا عدد قليل من الفنانين ممن تستدعي حالتهم الصحية ذلك، فضلا عن ان مناشدات الفنانين في وسائل الإعلام طلبا للعلاج، تؤثر عليهم بشكل أو بآخر وعلى جماهيريتهم في الوقت ذاته، ولذلك على رئيس النقابة والفنانين الكبار إيجاد حلول بديلة وآلية حقيقية للاهتمام بعلاج الفنانين بطرق تليق بهم ولا تؤثر عليهم.