«أبو نسب».. شهادة نجاح إمام في الكوميديا وصبري في التمثيل

  • الكدواني تفوق على نفسه وكان من المفترض أن يقدم عادل إمام دوره

ياسر العيلة

يبقى المعيار الأساسي لنجاح أي عمل ما يحققه من إيرادات، وقد تمكن فيلم «أبو نسب» لمحمد إمام وياسمين صبري، في ثالث تعاون بينهما والذي يعرض حاليا في دور العرض السينمائي بالكويت، من تحقيق نجاح كبير كما هو الحال في مصر والوطن العربي، وتمكن من تصدر إيرادات شباك التذاكر.

تدور أحداث الفيلم في إطار اجتماعي كوميدي حول شخصية علي (محمد عادل إمام)، الذي يعمل طبيب أطفال يعيش قصة حب مع ياسمين صبري (داليا)، وفي ليلة الزفاف يفاجأ بظهور والدها «داود الشنش» وهو مجرم له سوابق، ويجسد دوره الفنان ماجد الكدواني، وتشاء الأقدار أن يخرج من سجنه في يوم زفاف ابنته، وتتحول الأحداث السعيدة لتصبح درامية، وتنقلب حياة العروسين رأسا على عقب، ويجد «علي» نفسه متورطا بين والد زوجته وعصابته بسبب «داليا»، بالإضافة الى دخوله في صراعات متتالية، ما يؤدي إلى إفساد حفل زفافه وقضاء شهر العسل في باريس مثلما كان يتمنى هو وزوجته.

يحتوي الفيلم على جرعات من الكوميديا الممزوجة بالأكشن، وهو بالمناسبة عمل عائلي يناسب جميع أفراد الأسرة، ويتميز بحبكة درامية جيدة، حيث يتناول قضايا حساسة مثل أزمة النسب، والصراع الطبقي في المجتمع وغيرها من القضايا التي رفعت مستوى الكوميديا فيه، ويحسب ذلك بلا شك للمخرج رامي إمام في ثاني تعاون يجمع بينه وبين شقيقه محمد بالسينما بعد فيلم «حسن ومرقص».

أثبت رامي انه مخرج «شاطر» بالفعل، حيث أجاد في إدارة العمل باحترافية وقدم لنا متعة بصرية في كل مشاهد الفيلم، خاصة في مشهد الفرح الذي انقسم بين المعازيم «الهاي كلاس» والمعازيم من المناطق الشعبية، وأجاد امام كعادته في التعامل مع المجاميع، ومع مشاهد الأكشن والمطاردات، وقدم لنا صورة غير نمطية للعريس المثقف ووالد العروس المجرم رد السجون.

وبالنسبة لمؤلف الفيلم أيمن وتار الذي قدم من قبل العديد من الأعمال الناجحة مثل فيلم «نادي الرجال السري»، وفيلم «البعض لا يذهب للمأذون مرتين»، والفيلم السعودي «سطار» وغيرها، ففي «أبو نسب» شعرنا بأنه تعامل في كتابته على فكرة «خذ من كل فيلم اغنية»، فبداية الفيلم تشبه «ليلة هنا وسرور» لمحمد امام وياسمين صبري أيضا، كما أن أحداث العمل تشبه أحداث فيلم «عريس من جهة أمنية» للزعيم عادل إمام وشريف منير وحلا شيحة، فالعملان «أبو نسب» و«عريس من جهة أمنية» يتناولان علاقة الأب مع ابنته وغيرته عليها ومحاولته التفريق بينها وبين زوجها بكل الطرق، كما اقحم وتار في الفيلم مشاهد بلا مضمون، الغرض منها الضحك لا اكثر ولا اقل وبعيدة عن المنطق، خاصة مشهد المطرب أحمد سعد والنكت التي ألقاها كانت «تلوع الجبد».

أما أداء الممثلين فيقدم محمد إمام أداء جيدا، وظهر بشخصية كوميدية مختلفة عن الشخصيات التي جسدها في أفلامه السابقة، وللحقيقة أول مرة نشعر به كممثل كوميدي، فكان حضوره طاغيا وأداؤه عفويا وطبيعيا بعيدا عن التصنع، وكان واضحا انه تعب كثيرا على شخصية «علي» التي قدمها في الفيلم، سواء على مستوى الشكل او المضمون، بينما تقدم ياسمين صبري أداء مميزا فاجأتنا به، حيث تطور أداؤها التمثيلي بشكل كبير جدا، وأول مرة تقنعني بأنها ممثلة موهوبة لا تعتمد على جمالها فقط، وظهرت في الفيلم بشخصية قوية وجريئة، ولعبت مشاهد الأكشن وهي تحمل السلاح برشاقة ولياقة بدنية عالية، وواضح ان أجواء الفيلم كانت مريحة لها، وهذا انعكس على التناغم بينها وبين محمد إمام، حيث يكونان «دويتو» جميلا بالفعل.

ويقدم النجم ماجد الكدواني شخصية الأب المجرم «بمعلمة»، وقد منح الفيلم قيمة إضافية وثقلا كبيرا، حيث يجسد «المجرم» بشكل غير تقليدي، ويقدم الدور من خلال كوميديا هادفة وراقية، وبالمناسبة كان من المفترض أن يقوم بدور ماجد الكدواني في «أبو نسب» الفنان الكبير عادل إمام لتكون عودة قوية له بالسينما مرة أخرى بعد غياب، وهذا ما صرح به من قبل المخرج رامي إمام، لكن بشكل مفاجئ تم الإعلان عن وجود الكدواني بدلا من «الزعيم» الذي فضل أن يقضي باقي حياته مع أسرته بعيدا عن الفن والإعلام.

وبالنسبة لباقي نجوم الفيلم، فيقدم النجم الكوميدي محمد ثروت دور مدير الفندق الذي يقام فيه الفرح بشكل ممتع، وينتزع بأدائه ضحك الجمهور داخل دور العرض اكثر من مرة، كما أجاد باقي الفنانين بدرجات متفاوتة في الأدوار التي قدموها، مثل محمد لطفي وعلاء مرسي وهالة فاخر ووفاء عامر وصلاح عبدالله، بالإضافة الى ضيفي الشرف النجم ماجد المصري والمطرب أحمد سعد.

في النهاية فإن فيلم «أبو نسب» عمل كوميدي ممتع، منحنا جرعة من السعادة والطاقة الإيجابية، وكتب شهادة نجاح محمد امام كممثل كوميدي، وأيضا شهادة نجاح ياسمين صبري كممثلة.

 

المصدر: الأنباء
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments