ظلمنا وسائل التواصل الاجتماعي واتهامها بإفساد الذوق العام وإظهار الجوانب السلبية للمجتمعات الخليجية والعربية التي تغطيها عادات وتقاليد موروثة، والحقيقة هي وسائل لها فوائد كثيرة تستند على ثقافة مستخدميها وثقافة المتلقي ومن يتابع من خلالها، لأن هناك وسائل ضررها أكبر وهي وسائل «عيال الَّذِينَ» الاجتماعي.
وسائل متحركة على هيئة رجال يفتقدون المرجلة، ونساء يفتقدن الأنوثة، وهم من يتكفلون بنقل ما يقال في المجالس أو يكتب بالصحف للمسؤولين وتضخيمه وإضافة القليل من «الحشو» بهدف تشويه سمعة الأشخاص من دون الالتفات إلى نتيجة هذا الأمر. الأسوأ من ذلك، المسؤول الذي يأخذ بما يلقّن ولا يكلف نفسه بمتابعة هذه الأمور شخصياً لتقصي الحقيقة.
هذه الوسائل الجديدة السيئة ميزتها عندما نريد إيصال رسالة معينة لمسؤول أو جهة ستصل من دون عناء، يعملون على كسب رضا أسيادهم في أقل مجهود، يبتسمون في وجوهنا عند اللقاء، وتتغير قناعاتهم وأقنعتهم في معركة إثبات النفس والبقاء، يتجردون من صداقتهم وزمالتهم وإنسانيتهم حين تتعرض مصالحهم للخطر، الفجور في الخصومة لعبتهم، وقطع أرزاق خلق الله أصبح للأسف إحدى ممارساتهم.
فئة دنيئة بمعنى الكلمة، انتشرت أخيراً كأدوات تعبث في أخلاقيات المهنة، تنتهي مهمتها بانتهاء مدة صلاحية صاحب الكرسي. فإذا كان مصير أي إنسان الموت، فإن التقاعد نهاية أي موظف، فلا تترك رقبتك تحت سيطرة أحد مهما كان منصبه أو اسمه، أتمنى تفهمون يا «عيال الّذِينَ».
الخوف
سؤال الخوف الذي يوجه للفنانين في اللقاءات تختلف الإجابة عنه بحسب مفهوم وثقافة الضيف ونظرته للحياة وتجاربه اليومية المعجونة بالحلو والمر، ولكن هناك إجابات تأخذنا إلى آفاق من التفكير بعيداً عن السطحية التي تعكس فكر البعض. فعندما سئل النجم السوري أيمن زيدان يوماً في أحد اللقاءات «ماذا يخيف الفنان أيمن زيدان؟»، رد قائلاً: أخشى خيانات الجسد التي تفاجئنا وتبعدنا عما نقوم به من فرائض لرب العالمين أولاً، وما نحب أن نعمل للاستمرارية في مشوارنا ثانياً، وثالثاً التواصل مع أهلنا وأحبائنا. إجابة ألجمت مقدم البرنامج وكل من شاهد اللقاء، ونتمنى أن يستفيد نجومنا الكبار والشباب من هذا الدرس وينزعون ثوب الغرور الذي لا يدوم لأحد مهما كانت نجوميته، ولن يبقى سوى الذكر الطيب.
نهاية المطاف: ملقاه ماكو مثله… بس ما يخلصك إذا ما له مصلحة !