بدور «نرمين»، تطل الممثلة اللبنانية هند باز في مسلسل «العميل» إلى جانب مجموعة من النجوم السوريين واللبنانيين، وهي استطاعت من خلاله أن تستعيد نجومية كانت قد صنعتها قبل قرار الزواج والإنجاب والابتعاد.
باز تحدثت عن «العميل» وكواليسه وعلاقتها بالممثلين وتفاصيل أخرى في حوار مع «الراي» هذا نصه:
• لماذا غادرتِ الساحة بعد زواجك مع أنك كنت في عز ألقك وبعد نجاحات كبيرة، وهل وجدت صعوبة في تحقيق التوازن بين العائلة والفن؟
– نعم، تركت الساحة في عز نجاحي بعدما وصلت إلى الذروة من خلال أدوار البطولة المسرحية مع جورج خباز. فزواجي وسفري إلى دبي والإقامة فيها أبعدني عن الساحة الفنية ثم إنجابي واهتمامي بتربية أولادي، خصوصاً أنني كنت بعيدة عن لبنان ولا يوجد من يعتني بأولادي عندما أكون في التصوير. أما اليوم، فهناك أمي التي تقاعدت عن العمل وجاءت إلى دبي وكانت إلى جانبهم خلال تصوير مسلسل «العميل».
الأمومة شغلتني كثيراً وأنستني نفسي وأحلامي وشغفي بالفن، الذي لم يتوقف يوماً، إلى أن أدركت في لحظة ما أنني لست أماً فقط.
عندما أنظر إلى الخلف أقول الحمد لله أن أولادي كبروا وعلاقتي بهم جيدة لأنني لو تركتهم وانشغلت بالسفر والتصوير لما كانت العلاقة بيننا قوية، وها هم الآن يفرحون بعملي ويسألونني عن جديدي بعد «العميل».
أولادي مسرورون كثيراً الآن بعودتي إلى العمل، أذكر أنهم عندما كانوا صغاراً كانوا يخافون كثيراً عندما يوقفني الناس في الشارع في لبنان… كانوا يظنون أنهم سيسرقوني منهم، هم لم يكونوا يعرفون أنني كنت ممثلة أما اليوم فهم يشعرون بسعادة كبيرة لكوني ممثلة، حتى انهم سافروا معي إلى إسطنبول وعبّروا عن فخرهم بي.
• هل يمكن أن تتوقفي عن التمثيل مجدداً؟
– لا يمكن أن أعاود التوقف عن التمثيل، لأنني اكتشفت أن الإنسان لا يمكن أن يكمل حياته من دون حلم وبأنه يجب أن يتمسك بشغفه وألا يتخلى عنه أبداً. وهذا ما أقوله لأولادي. بعد غياب 12 عاماً عن الساحة الفنية قال البعض إنني سأجرب ولن أكمل لأنني سأكتشف أن العودة صعبة، ولكن على امتداد 11 شهر تصوير كانت دقة قلبي هي نفسها وكذلك فرحي في الدور وحتى حواري الأخير مع أيمن زيدان قلته من كل قلبي وكأنني أحمل طفلاً صغيراً بين يدي. الإنسان لا يموت عندما يتوقف قلبه، هو يموت عندما يتوقف عن الحلم.
• لكنك تخليتِ عن الفن لفترة طويلة؟
– فعلت ذلك لأنني كنت مشغولة بتربية أولادي.
• أي أن استبدلت حلماً بحلم بآخر؟
– عندما أنجبت أولادي كنت شغوفة بهم كثيراً وكنت أخاف أن أسافر وأن أتركهم من شدة تعلقي بهم، وخلال فترة ابتعادي تلقيت عروضاً كثيرة وكانوا يعتقدون أنني يمكن أن أعود بأدوار أقل من تلك التي قدمتها قبل غيابي، ولكن هذه الفكرة كانت مرفوضة عندي، ولذلك اعتذرت عنها لأنني كنت أنتظر عملاً يضيف إلى مسيرتي، وما عدا ذلك فلم يكن ليرضيني أبداً.
•… وكنت بحاجة إلى دور يعوّض الغياب؟
– لم أكن لأقبل بدور سهل، ولذلك اعتذرت عن أدوار كثيرة عرضت عليّ خلال الأعوام الأربعة الأخيرة إلى أن عرض عليّ دوري في «العميل».
• هل يوجد اختلاف في الأحداث بين النسخة العربية والنسخة التركية؟
– الاختلافات بسيطة جداً.
• وكيف كانت كواليس التصوير؟
– الأجواء كانت جيدة، خصوصاً الكواليس التي جمعتني بالممثل سامر إسماعيل الذي أحبه كثيراً، والوقوف أمام أيمن زيدان ليس سهلاً ومشاركتي معه شكلت إضافة كبيرة لمسيرتي المهنية وهو دعمني كثيراً، ولكن لم يحالفني الحظ بمشاركة يارا صبري إلا في مشهد واحد، ولكنها أصبحت صديقة مقربة، وكذلك ميا سعيد وجاد خاطر. أيضاً سعدت بالتعرف على عبده شاهين، كما كان هناك انسجام بيني وبين رشا بلال في موقع التصوير، ولكننا لم نصبح أصدقاء والعائق الوحيد الذي عانينا منه هو عائق اللغة، لأن المخرجين أتراك.
• ما هو العمل الذي ينصفك بعد «العميل»؟
– هناك من قال لي أدوار الشر تناسبك بعد «العميل»، ولكنني لا أفكر بدور معيّن أو بحصر نفسي بأدوار معينة. سابقاً حصرت نفسي في أدوار الفتاة الطيبة. اليوم أفضّل الأدوار الصعبة والمركبة والتي تحمل قضية وألا يمر مرور الكرام. ولكنني لا أريد شخصية تشبه شخصية «نرمين» في «العميل»، بل عكسها.
• هل ترغبين في تقديم الكوميديا؟
– نعم، ولكن الكوميديا السوداء، وعندما أعود إلى لبنان أفكر بتقديم عمل مسرحي يجمع بين شخصين. وكنت أخطط لعمل من توقيع غبريال يمين، ولكن لم يسمح الوقت بسبب انشغالي بتصوير «العميل».
• هل تفكرين بالعمل مع جورج خباز مجدداً؟
– أتمنى ذلك، لأنني أحبه على الصعيد الشخصي وليس مهنياً فقط. هو ممثل مخيف على المسرح ويعطي الممثل الذي يقف معه على الخشبة ولا يمكن إلا أن يبادله الإحساس نفسه، وأنا أحب ألا تقتصر تجربتي معه على المسرح والتلفزيون، بل أن تتعداها إلى السينما.
• كممثلة، هل شغف المسرح والسينما بالنسبة إليك أكبر من شغف التلفزيون؟
– لم يسبق لي أن عملت في السينما، ولكنني أحب أن أشارك في تجربة مماثلة. وبالنسبة إلى المسرح، فأنا مشتاقة إليه كثيراً ولكنني أفضل أن أركز خلال الفترة المقبلة على التلفزيون لكي ينتشر اسمي عربياً. وفي شكل عام، لا أفضّل مجالاً على آخر، ولكنني أبحث عن الدور الذي يرضيني. وقريباً سأسافر إلى لندن للمشاركة في ورشة تمثيل والتعرف على مدارس التمثيل الجديدة، لأنه حان الوقت لأن ألتفت إلى نفسي وأن أحقق أحلامي المهنية بعيداً عن الزواج والأمومة.