هل يوجد أنواع للشخصيات؟ اختبارات الشخصية بين الواقع والوهم

الكثير منا يحب اختبار الشخصية؛ من منا لم يجرب يومًا اختبارًا على الإنترنت ليكتشف “نوع شخصيته”؟ لكن السؤال الحقيقي هو: هل هذه الأنواع حقيقية أم مجرد تقسيمات مبسطة؟ الشخصية، كما نعرفها، هي عالم معقد من السمات والسلوكيات، وهي تتجاوز في واقع الأمر مجرد تصنيفات ثابتة. هنا سنستعرض معًا أشهر اختبارات الشخصية ونتساءل: هل تستطيع فعلًا أن تضعنا في قوالب جاهزة؟

ما الشخصية، وهل يمكن حصرها في أنواع محددة؟

شخصية كل إنسان هي مجموع سلوكياته، اهتماماته، طريقته في التفاعل مع العالم، والعناصر التي تشكل “فطرته”. تساعد الشخصية على توجيه تصرفاتنا، لكنها ليست شيئًا ثابتًا وسهل التصنيف. يرى العلماء أن الشخصية ليست قالبًا يمكننا ملؤه؛ بل هي طيف واسع تتداخل فيه صفات متعددة، مما يجعل من الصعب وضع كل شخص في “نوع” محدد.

هل تصنيفات الشخصية مبنية على علم؟

منذ فترة طويلة، يسعى علماء النفس لتحديد الأنماط الشخصية، مستعينين بالملاحظة والتقارير الذاتية. رغم انتشار اختبارات الشخصية مثل اختبار مايرز-بريجز وأنواع A-D وإنياجرام، إلا أن أصولها ليست علمية بالكامل. إليكم نظرة على هذه النماذج ومدى مصداقيتها.

اختبار مايرز-بريجز (Myers-Briggs Type Indicator)

يعد اختبار مايرز-بريجز من أشهر الاختبارات، ويستند إلى نظرية كارل يونج. يقسم هذا الاختبار الناس إلى 16 نوعًا، اعتمادًا على تفضيلاتهم بين أربع مجموعات:

  • الانطواء / الانبساط
  • التفكير / الشعور
  • الإحساس / الحدس
  • الحكم / الإدراك

الاختبار يستخدم في المؤسسات التعليمية والشركات، لكنه يعتمد على مؤشرات قد تكون غير مستقرة، حيث قد يتغير نوع الشخصية عند إعادة الاختبار، مما يثير الشكوك حول دقته.

أنواع الشخصية A و B و C و D

ظهرت هذه الأنواع الشخصية منذ أيام أبقراط، وتم تطويرها لاحقًا. تصنف الشخصيات كالتالي:

  • النوع A: تنافسي وعصبي، وقد يكون أكثر عرضة لأمراض القلب.
  • النوع B: مريح وهادئ، وأقل عرضة للتوتر.
  • النوع C: يميل إلى التحليل والدقة.
  • النوع D: متشائم وقلق، مما قد يزيد خطر المشكلات القلبية.

هذه الأنواع العامة تساعدنا على فهم السلوكيات، لكن في الواقع، يمكن للشخص أن يجمع بين سمات متعددة من أكثر من نوع.

نموذج إنياجرام (Enneagram)

نموذج إنياجرام، الذي يعود إلى تقاليد قديمة، يستخدم دائرة من تسعة أنواع شخصية تساعد الفرد على فهم نفسه ونموه الشخصي. بناء على ذلك يرمز كل نوع إلى طريقة مختلفة للتعامل مع التحديات، ويرى البعض أنه مفيد للنمو الشخصي رغم قلة الأبحاث التي تدعمه.

خاتمة

تعد اختبارات الشخصية نافذة ممتعة لرؤية جانب من أنفسنا، لكنها ليست بالضرورة عاكسة للحقيقة الكاملة. الشخصية الإنسانية أغنى وأعمق من مجرد تصنيف بسيط، وهي تنمو وتتغير بمرور الوقت. إذا وجدت أن أحد هذه الاختبارات قد ساعدك في فهم نفسك، فاستفد منه، لكن تذكر أنه مجرد أداة، لا أكثر.

 

المصدر: العلم
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments