في ظل الجهود العالمية لخفض درجات الحرارة المرتفعة على كوكب الأرض نتيجة الاحتباس الحراري، اتضح أن مراكز البيانات التي تدعم التقنيات الحديثة التي نعتمد عليها تولد كميات لا تصدق من الحرارة كنفايات.
وبما أن أجهزة الكمبيوتر تميل إلى أن تكون حساسة للغاية للحرارة، فإن المشغلين يبذلون جهودًا كبيرة وتكلفة للتخلص منها، حتى أنهم ينتقلون إلى بلدان ذات متوسط درجات حرارة أقل على مدار العام .
وبدأ التفكير مؤخرًا في استغلال تلك الحرارة بدلًا من تركها تختفي في الهواء وتؤثر على درجات الحرارة دون فائدة.
مقدار الحرارة التي ينتجها مركز البيانات
لتوضيح حجم الحرارة المنتجة، ضرب العلماء مثلًا بمنصات تعدين العملات المشفرة، حيث تحتاج المنصة إلى 5360 واطًا من الطاقة، وهو ما يصل إلى 47 ميجاوات في الساعة على مدار عام.
وعند التفكير أن هناك ما يقرب من 1000 منصة متوسطة الحجم لتعدين العملات المشفرة، سنجد أنها تنتج أكثر من 160 مليار وحدة حرارية بريطانية، وهي طاقة كافية لتدفئة أكثر من 4600 منزل أمريكي لمدة عام.
كيف تتم عملية إعادة تدوير الحرارة المهدرة؟
تتم استعادة الحرارة المهدرة ونقلها عبر المبادلات الحرارية إلى شبكات التدفئة في المناطق، على سبيل المثال، مما يتيح استخدامها لتوفير حرارة مستدامة، حيث يتم بعد ذلك إرجاع الهواء البارد إلى مركز البيانات وتبدأ الدورة مرة أخرى.
ويعد التبريد السائل الوسيلة الأكثر فعالية لاستعادة الحرارة ونقلها، حيث إن الماء يمكن أن يحمل ما يقرب من أربعة أضعاف الحرارة التي يحملها الهواء.
وتقوم مراكز البيانات في غالبية أنحاء العالم بالفعل بإعادة تدوير الحرارة المهدرة، حيث يتم استغلالها لتربية سمك السلمون المرقط في النرويج، وتسخين مرافق الأبحاث في الولايات المتحدة، وتدفئة حمامات السباحة في فرنسا.
مستقبل أخضر لمراكز البيانات
تعد عمليات إعادة تدوير الحرارة المهدرة في مراكز البيانات حتى الآن طوعية، بقيادة المشغلين الذين يتطلعون إلى وضع عملياتهم على أساس أكثر استدامة، ولكن اللوائح الجديدة يمكن أن تغير ذلك.
وفي هذا السياق تطلب أمستردام وهارلميرمير في هولندا من جميع مراكز البيانات الجديدة الكشف عن طريق إعادة تدوير الحرارة المهدرة التي يتبعونها، وفي النرويج، يطلبون ذلك لجميع مراكز البيانات الجديدة التي تزيد طاقتها عن 2 ميجاوات، بينما اتبعت الدنمارك نهج الجزرة، حيث أقرت تخفيضات ضريبية وحوافز مالية بحسب حجم الحرارة المعاد تدويرها.
وفي أواخر عام 2023، دخل توجيه كفاءة الطاقة في الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، والذي سيتطلب من مراكز البيانات إعادة تدوير الحرارة المهدرة ، أو إظهار أن الاسترداد غير ممكن من الناحية الفنية أو الاقتصادية.
المصدر:
visualcapitalist