عرضان متميزان، شهدتهما فعاليات الدورة السابعة لمهرجان المونودراما المسرحي، مساء الثلاثاء، على مسرح المتحف الوطني، أولهما لفرقة «الطائف» السعودية، التي دخلت المنافسة بعرضٍ عنوانه «ساكن متحرك» من تأليف فهد الحارثي وإخراج أحمد الأحمري وتمثيل بدر الغامدي، في حين جاء العرض الثاني لهذا اليوم، والرابع على مستوى المسابقة الرسمية بعنوان «المضحكاني»، لفرقة مسرح الخليج العربي، وهو من تأليف وإخراج وتمثيل مشعل العيدان.
وشهد العرضان حضور رئيس المهرجان جمال اللهو وشخصية المهرجان محمد جابر «العيدروسي» والإعلامي القدير محمد لويس وعدد من الفنانين والفرق المشاركة.
«كيان مقيّد»
ففي «ساكن متحرك»، اتكأ النص منذ الاستهلال على لغة الجسد، حيث تُشكّل مع الفضاء المسرحي لغزاً رمزياً… لغز الممثل الذي انتهى حلمه بالتمثيل وتاهت فرصته نحو النجومية، ليتحوّل الجسد إلى كيان مقيّد بالحياة والزمن والموت، فالحياة محكومة بعدّاد الزمن الراكض نحو النهاية، ليمضي العرض إلى فوضى العالم، مروراً بالرحلة الحلمية ما بين الصعود والهبوط، الفرح والحزن، وصولاً إلى مرحلة الفقد، والانتقال إلى منطقة أخرى ما بين التغنّي والتحدّث، وهي منطقة تبحث بالغناء عن موضع آخر للغة، وعن مستوى غير مستكشف حاول نص العرض تعريته عبر أغاني عبدالوهاب وفيروز.
ولعلّ رسالة العرض كانت واضحة وصريحة، بالثورة على الصمت وكسر القيود، والانتقال من الساكن إلى المتحرك.
«رسالة جميلة»
بعدها، قدمت فرقة مسرح الخليج العربي عرضاً بعنوان «المضحكاني»، من تأليف وإخراج وتمثيل مشعل العيدان.
وقد تميز العرض بالكثير من المواصفات الفنية والتقنية والحسّية، التي أهلته للنجاح في مختلف جوانبه، حيث إن الفكرة جاءت مباشرة، وليست عصيّة على الفهم، إضافة إلى أنها تحمل رسالة جميلة، مفادها تقدير من يُدخل إلى أنفسنا البهجة، إضافة إلى الفضاء المسرحي الذي امتدت مساحته لتلامس شغاف القلب.
تدور الفكرة حول شخصية «مسعود المضحكاني»، الذي كان يعشق فن المونولوج منذ صغره، وكان مثله الأعلى في ذلك محمد لويس ومحمود شكوكو وفيلمون وهبي، وغيرهم. وبالتالي أخذ يشق طريقه لإضحاك الناس وإدخال السرور في أنفسهم، حيث إن هذا الفن عرفه العرب منذ عصور قديمة، وكان يطلق عليه «المهرج»، وبعد أن قطع «مسعود» شوطاً في تحقيق حلمه في أن يصبح «مونولوجست»، اصطدم برفض أبيه، الذي يريده أن يُكمل دراسته ويحصل على الشهادة، فهو لا يريد ابنه أن يكون مهرجاً يضحك عليه الناس، فانصرف مسعود عن حلمه، وتلبية لرغبة أبيه حصل على الشهادة، ولكنه عانى الأمرّين، في الحصول على وظيفة بهذه الشهادة، إلى أن يئس، وأحس أن عمره يضيع بلا فائدة، فعرف أن هناك برنامجاً للموهوبين، فسارع للاشتراك في مسابقته، وخضع لاختباره ونجح، ليجد أن الفرصة عادت إليه مرة أخرى لتحقيق طموحه، وبعد إلحاح استطاع أن يُقنع والده في أن يمتهن فن المونولوج.
ومن ثم جاءت رسالة العرض، في أن «المونولوجست» فنان يحب الناس ويريد أن يسعدهم ويدخل إلى نفوسهم البهجة، لذا فإن من الظلم أن يطلقوا عليه المهرج، ولا يقدرونه.