اليوم، يتم تخزين 33 مليار طن متري من الكربون في النظم البيئية للكربون الأزرق، ويعادل هذا 81% من الانبعاثات المنتجة عالميًا في عام 2023.
وتلعب مصارف الكربون الأزرق هذه دورًا مهمًا في حبس الكربون وتوجد في ثلاثة أنظمة بيئية رئيسية: أشجار المانجروف – المستنقعات المالحة – الأعشاب البحرية.
ما هو الكربون الأزرق؟
يساعد الحفاظ على النظم الإيكولوجية للكربون الأزرق في مكافحة تغير المناخ، وخلق فرص عمل جيدة، وتحسين جودة الحياة، وفقاً لتقرير صادر عن البنك الدولي، وتشمل تلك النظم أشجار المانجروف والأعشاب البحرية والمستنقعات المالحة التي تمتص كميات من الكربون أكثر من الغابات.
ويشير مصطلح “الكربون الأزرق” إلى الكميات الهائلة من ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها محيطات الأرض من الغلاف الجوي، علماً بأنه عندما تتضرر هذه الأنظمة، تنبعث كمية هائلة من الكربون مرة أخرى إلى الغلاف الجوي.
وحسب البنك الدولي، فإن تخزين الكربون الأزرق في النظم البيئية الساحلية والبحرية، من أشجار المانجروف إلى الأعشاب البحرية، يشكل أداة قوية في مكافحة تغير المناخ.
إمكانية عزل الكربون عن طريق النظام البيئي
تعد النظم البيئية للكربون الأزرق من بين أكثر النظم البيئية إنتاجية في العالم، مما يعني أن نباتاتها عادة ما تنمو كثيرًا كل عام، وفي هذه العملية، تقوم بعزل كميات كبيرة من الكربون، حسبما ذكر موقع visualcapitalist.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تربتها لاهوائية إلى حد كبير (بدون أكسجين)، لذا فإن الكربون الذي يتم دمجه في التربة يتحلل ببطء شديد ويمكن أن يظل سليمًا ومخزنًا لمئات أو حتى آلاف السنين.
في الواقع، تقوم أشجار المانجروف باحتجاز الكربون بمعدل أسرع بـ 56 مرة من الغابات الاستوائية.
وتعتبر المستنقعات المالحة، التي توجد إلى حد كبير على طول سواحل أمريكا الشمالية وأستراليا، بمثابة مخزن آخر للكربون عالي الكفاءة.
وباعتبارها نظامًا بيئيًا معقدًا، فإنها تحمي الشواطئ من الفيضانات وتساعد على منع تلف الممتلكات في المجتمعات المجاورة. ومع ذلك، بين عامي 2000 و2019، فقد العالم 561 ميلاً مربعاً من المستنقعات المالحة، أي ما يعادل حوالي ضعف مساحة سنغافورة.
وأظهرت إحدى الدراسات أن هكتارًا واحدًا من الأعشاب البحرية يمتص ثاني أكسيد الكربون يعادل ما يمتصه 15 هكتارًا من الغابات المطيرة كل عام. ويرجع ذلك جزئيًا إلى حقيقة أنها تحبس المواد العضوية والرواسب التي تحتوي على الكربون.
وتوجد مروج الأعشاب البحرية، المعروفة باسم “رئتي” المحيط، في كل قارات العالم باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
معدل خسارة الكربون الأزرق
في السنوات الأربعين الماضية، تم تدمير 20% من أشجار المانجروف في العالم بسبب استزراع الجمبري، ومزارع زيت النخيل، والأنشطة التجارية الأخرى. وقد لعب التراجع الطبيعي دورًا أيضًا.
وتشير بعض التقديرات إلى إمكانية القضاء على أشجار المانجروف غير المحمية في العالم خلال الأعوام المائة المقبلة.
كما أن اختفاء المستنقعات المالحة يثير القلق بالقدر نفسه. وأظهرت إحدى الدراسات أن خسارتهم العالمية كانت تعادل حجم ملعبين لكرة القدم كل ساعة على مدى السنوات العشرين من عام 2000 إلى عام 2019. وأدى ذلك إلى إطلاق صافي انبعاثات عالمية سنوية مقدرة تعادل الانبعاثات السنوية لنحو 3.5 مليون سيارة.
حماية النظم البيئية الحيوية بأرصدة الكربون
يتم فقدان النظم البيئية للكربون الأزرق بمعدلات حرجة وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المزيد من التدهور والخسارة.
فوائد النظم البيئية للكربون الأزرق
توفر النظم البيئية للكربون الأزرق مزايا أخرى تتجاوز عزل الكربون، مثل: حماية ساحلية عازلة ضد العواصف الشديدة، وامتصاص مياه الفيضانات الزائدة، وحماية منطقة الموائل البحرية المحيطة لتعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ومن خلال الحفاظ على هذه النظم البيئية الحيوية، تلعب أرصدة الكربون دورًا مهمًا في التغلب على تحديات المناخ لمساعدة العالم على الوصول إلى صافي الصفر.
اقرأ أيضاً:
هل خفض انبعاثات الغازات الدفيئة كافيًا لمكافحة تغير المناخ؟
المحيطات لها علاقة وثيقة بتغير المناخ
تغير المناخ في المملكة.. إلى أين؟