عندما تهب الحشرات على الزهرة، فإنها في مهمة: إذ تبحث عن رحيق حلو لتتناوله وعن حبيبات لقاح غنية بالعناصر الغذائية لتحملها إلى صغارها.
لكن كيف يعلم الحشرات أين تجد اللقاح؟ في نظرية ما، يكون الأمر سهلاً: حيث تعرض الزهرة قليلاً من الغبار اللذيذ والعطري أمام الحشرات، مما يُخبرها أين تذهب مباشرة. ولكن الواقع مختلف تمامًا.
لماذا يختبئ حبوب اللقاح؟
للنباتات، يتعلق الأمر بالتكاثر، وهدف إنشاء حبوب اللقاح هو نقل الخلايا التناسلية للزهرة، لإنشاء بذرة. وغالبًا ما تحتاج النباتات إلى الحشرات لأداء هذه المهمة، ولكن يتطلب صنع حبوب اللقاح الكثير من الطاقة والعناصر الغذائية.
كيف يتعامل النبات مع الحشرات؟
لكن لا يمكن أن يكون النبات كثير الغش، وإلا ستعلم الحشرات من هذا الخداع وتتوقف عن زيارة النبات. لذلك، بدلاً من التواصل المباشر، يستخدم النباتات غالبًا إشارات دقيقة لنقل المعلومات.
أشكال التواصل بين النباتات والحشرات:
1. الإشارات البصرية:
– الزهور ملونة، ولدى الحشرات هذا الجاذب الطبيعي للأشياء الملونة.
– بعض الزهور تحتوي على “دلائل رحيق”، وهي أنماط تظهر فقط في الطيف فوق البنفسجي، تضيء الطريق إلى الرحيق و/أو حبوب اللقاح التي يمكن أن تتبعها الحشرة.
– الألوان والدلائل يمكن أن تتغير مع نقص إمدادات حبوب اللقاح والرحيق.
2. الإشارات الرائحية:
– تطلق الزهور مركبات كيميائية مختلفة في الهواء، ويمكن للحشرات التعرف على هذه الإشارات العطرية.
– يمكن لبعض النباتات ضبط كميات المركبات التي تطلقها كإشارة إضافية.
3. إشارات أخرى:
– بعض الزهور تصدر حقلًا كهربائيًا ضعيفًا، والذي يتأثر بشكل كبير بشكل الزهرة.
– تشير بعض الدراسات إلى أن النحل وبعض الحشرات يمكنها اكتشاف هذا التأثير باستخدام شعيرات متخصصة.
تنوع قرارات الحشرات:
– الزهور والحشرات قد تتطور علاقات متخصصة، مما يؤثر على كيفية اتخاذ الحشرات لقراراتها.
– بعض الزهور تكشف عن حبوب اللقاح بوضوح لتجذب مجموعة واسعة من الحشرات.
التنوع الفردي:
– يمكن أن تختلف قرارات جماعات الحشرات في جمع حبوب اللقاح تبعًا للبيئة والتعلم.
– هذا يعزز التعقيد في اتخاذ قرارات الحشرات في مهمة جمع حبوب اللقاح.
في النهاية، يظل تحديد كيفية اتخاذ الحشرات لقراراتها في البحث عن حبوب اللقاح أمرًا متنوعًا ومعقدًا، ويعتمد على تفاعلات معقدة بين النباتات والحشرات في عالم الطبيعة.
اقرأ ايضاً :