“فاتا مورغانا”.. ظاهرة طبيعية فسرها البعض بـ “كائنات فضائية”

دائمًا ما تصدمنا الطبيعة بظوهر علمية غريبة تجعل الإنسان عاجزًا عن تصديق ما يراه بعينه، ولكن بالنسبة لظاهرة “فاتا مورغانا” فالوضع كان أغرب.

“كائنات فضائية”.. كان ذلك التفسير الأول للكثيرين بعد ظهور جسم غريب يطير في السماء أو يرتكز في نقطة بعيدة من البحر.

ولكن بالتدقيق، يتضح أن الجسم ما هو إلا عبارة عن سفينة أو جزيرة ولكنها تظهر بصورة مشوهة بفعل تلك الظاهرة.

إذن ما هي ظاهرة “فاتا مورغانا”؟

يعتقد البعض أن ظاهرة فاتا مورغانا تحدث نتيجة تطابق لون البحر مع لون السماء، ولكن الحقيقة أن الأمر ليس كذلك.

وتتشكل الظاهرة بسبب انحناء الضوء عبر طبقات الهواء ذات درجات الحرارة المختلفة ما ينتج عنه تشوهًا مرئيًا للأجسام.

وعندما يلتقي الهواء ذو ​​الكثافات المختلفة، يعمل الهواء الموجود في الغلاف الجوي للأرض كعدسة كاسرة، ما يخلق تأثير السراب الذي نراه.

وقد يظهر الجسم كما لو أنه يطير في السماء فوق الأفق.

وفي معظم الأحيان تتلاقى كتل الهواء الباردة والساخنة فوق سطح، وإذا تمكن الهواء الدافئ من دفع نظيره البارد إلى الأسفل تنشأ العدسة.

وفي النهاية لا يتعدى الأمر كونه “سراب” ولكن متقدمًا بطريقة مذهلة.

ويحدث السراب عندما تكون درجات الحرارة على الأرض، أعلى من درجات الحرارة فوقها.

وعندما يمر الضوء من درجات الحرارة الأعلى إلى الأقل، ينكسر قبل أن يصل للعين، وما تراه العين وقتها ليس حقيقًا ولكنه وهم.

متى تحدث الظاهرة؟

حدثت الظاهرة من قبل في ألاسكا خلال صيف عام 2021، وفي نيوزيلندا في مايو عام 2020.

ولكن وفق التفسيرات العلمية فإن هذه الظاهرة ليست حكرًا على فصل الصيف، ولكن يمكن أن تظهر في الأيام الدافئة بشكل عام.

وتشبه تلك الظاهرة كثيرًا ما يراه قائد السيارة خلال القيادة في يوم حار، فيبدو كما لو أن هناك بركة من المياه أمامه على الطريق.

والأمر مشابه أيضًا لما نراه خلال التواجد في الصحراء، إذ قد يرى البعض بركًا من المياه على امتداد البصر، ولكن عندما نقترب يختفي الماء.

وفي الحقيقة فإنه لا يوجد مياه، بل إنها صورة متكررة للسماء المنحنية في مكان مرئي على الأرض.

 

المصدر: العلم
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments