عبدالله السدحان لـ «الراي»: «ما بيدهم حيلة»… صُنّاع السينما في الخليج

لم يَنفِ الفنان السعودي القدير عبدالله السدحان أن السينما الخليجية لا تزال خجولة مقارنة بالدول العربية والإقليمية واللاتينية، مشيراً إلى أن صُنّاعها في الخليج «ما بيدهم حيلة»، خصوصاً في ظل غياب المُموّل لهذه الصناعة.

وأوضح السدحان في حوار مع «الراي» أنه ليس من النوع الذي يستعجل النجاح، بل يُفضّل «أكل العنب حبة حبة»، وألمح إلى أن إنتاج عمل واحد في السنة أو عملين – مصروف عليهما – أفضل من عشرات الأعمال المتواضعة.

في جهة أخرى، أكد الفنان السعودي على أنه لا يجد بداً في التعاون مجدداً مع رفيق دربه الفنان ناصر القصبي، أو أي فنان آخر حتى لو كان بينهما سوء فهم، مرحباً بالعمل أيضاً مع الفنانتين القديرتين سعاد وحياة، متى سنحت الفرصة.

• كيف كانت أصداء فيلم «نورة» الذي تم عرضه في الدورة الثالثة لمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بمدينة جدة؟

– الأصداء كانت جميلة في المهرجان فقط، لأنه لم يُعرض للجمهور في الدور السينمائية لغاية الآن، وأتوقع له النجاح بعد شهر رمضان المبارك إن شاء الله، حيث إن الفيلم يختلف عن الأعمال السينمائية السعودية المعتادة، كونه عملاً روائياً طويلاً.

• يبدو أنك بصدد التمثيل في «هوليوود»، خصوصاً بعدما التقيت النجمين العالميين ويل سميث وجوني ديب في المهرجان إياه؟

– «ما عاد بقى في العمر كثر ما مضى». يكفينا أن نقدم أعمالاً متميزة في الدول الخليجية والعربية وأن تليق بهم وتحوز رضاهم واستحسانهم.

• ماذا تتوقع للسينما السعودية في السنوات المقبلة؟

– أنا مع المثل القائل: «أكل العنب حبة حبة»، فنحن لسنا على عجلة من أمرنا، والمسألة ليست بالكم بل بالكيف. لو قدمنا في السنة عملين، مصروف عليهما، ويتضمن كلاهما نصاً عميقاً وطرحاً جيداً من دون تكلّف، إلى جانب الأداء المتقن والإخراج المحترف، وبعيداً عن المحسوبيات، وقتها سيكون بالإمكان منافسة الكثير من الأعمال العربية والإقليمية والتركية وحتى اللاتينية. على الأقل نقدم أعمالاً مشوّقة، وأنا أُفضِّل دوماً الأفلام التي تكون من صناعة خيال المؤلف مما رآه وعاشه في هذه الحياة، بعيداً عن الأعمال الوثائقية والتأريخية التي تستعرض مسيرة الأبطال في العصور القديمة، فكل الشخصيات المهمة والمؤثرة درسنا تاريخها وعرفنا أمجادها، وما من داعٍ لترجمة بطولاتها سينمائياً، كما لو أننا نعيد سرد التاريخ نفسه في كل مرة.

• معنى كلامك أنك لا تفضل أعمال السير الذاتية؟

– بالطبع لا أؤيد هذه النوعية من الأعمال، لأن الشخصيات التاريخية أصبحت معروفة لدى الجميع، من خلال القراءة والمطالعة وسنوات الدراسة الطويلة. ومع ذلك فأنا أشجع على الأفلام التاريخية المستوحاة من خيال المؤلف، والتي تبدأ بأحداث جديدة وتختتم بنهايات معلّقة غير متوقعة وتكون سعيدة، حتى يتسنى لي كمشاهد الانسجام والاستمتاع بالمشاهدة.

• هل تستهويك أفلام الخيال العلمي، أو تلك التي تستلهم أفكارها من الذكاء الاصطناعي؟

– أساساً أرى أن أفلام «هوليوود» الأخيرة التي تعتمد على «الغرافيك» و«الكروما» والمؤثرات التكنولوجية لم تكن بمستوى الأفلام الرائعة التي كنّا نشاهدها في السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات من القرن الماضي. قد نحتاج إلى تقنية «الكروما» في بعض الأحيان، إلا أن «الغرافيك» والخدع البصرية وغيرها من المؤثرات أعتقد أنها أساءت إلى تلك الأعمال، فأنا كمشاهد يهمني أن أرى أفلاماً لأشخاص حقيقيين وبأحداث واقعية، ولست مع الاستخدام المفرط وغير المبرر للخدع والتقنيات.

• برأيك، لماذا لا تزال السينما الخليجية خجولة؟

– لأن صنّاعها وأبطالها «ما بيدهم حيلة». لابد أن يكون هناك ممول جريء لتقديم أعمال كبيرة، فليس بالضرورة أن تكون كل الأفلام المقدمة بدعم حكومي فقط، وإنما تحتاج السينما الخليجية إلى رأسمال من خارج المؤسسات الحكومية، لصناعة أفلام «صح» ذات رؤية واضحة ومن دون محسوبيات، فالفن والواسطات خطان لا يلتقيان عند نقطة النجاح، وإن تحققت تلك الأمنية فسيكون هناك مردود للشباك وحينها سيعود رأس المال بالربح على ذلك الممول، فنحن الآن في عصر «خذ وأعطي».

• بعيداً عن الفن السابع، هناك من يقول إن الكوميديا السعودية في حالة تضعضع بعد انفصال الثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي عن العمل معاً، فما ردّك؟

– هذا رأيه، فأنا لا أصادر رأي أحد، ولا يمكنني تأكيد أو نفي هذا الكلام.

• ما إمكانية العودة إلى التعاون مجدداً مع القصبي؟

– ليس لديّ اعتراض بالتعاون مع أي فنان، طالما كانت الغاية هي تقديم عمل متميز، سواء مع ناصر أو غيره، حتى لو كان بيني وبين أي شخص سوء فهم ما عندي مشكلة في العمل معه، خصوصاً وأنني أحرص على العمل الإبداعي الذي يرضي المشاهد.

• ما أفضل ثنائي فني خليجي حالياً، من وجهة نظرك؟

– من بعد عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وعبدالله السدحان وناصر القصبي لم أرَ ثنائيات استمرت أكثر من 3 سنوات متواصلة، وكل ما أراه الآن لا يعدو كونه محاولات لعمل ثنائيات.

• متى يجتمع السدحان مع الفنانتين القديرتين حياة الفهد وسعاد عبدالله؟

– لا مانع لديّ، وهذا الأمر يرجع إلى المنتج الجريء الذي يكون قادراً على أن يجمع مجموعة من النجوم في عمل واحد، ويكون واثقاً من تسويق العمل.

• ألا تكفي فخامة الأسماء لتسويق العمل بكل سهولة؟

– ربما تكون هناك محسوبيات من بعض الجهات التي تبتاع الأعمال التلفزيونية، فقد لا يعجبها «سين» من الفنانين، وهذه مشكلتنا في الخليج، لأن المحسوبيات لها دور كبير في ما يتعلّق بتسويق الأعمال.

 

المصدر: الراي
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments