توصل فريق من العلماء إلى وجود مملكة مجهرية غير معروفة سابقا تعيش في أعماق التربة، قد تقدم حلولا ثورية لمشاكل البيئة والمياه التي نعاني منها اليوم.
وهذه الميكروبات الغامضة، التي أطلق عليها العلماء اسم CSP1-3، تعيش في ما يسمى بالمنطقة الحرجة للأرض (Earth’s Critical Zone) – تلك الطبقة التي تمتد من قمم الأشجار حتى عمق 200 متر تحت سطح التربة. ورغم الظروف القاسية في هذه الأعماق، حيث شح المغذيات وغياب ضوء الشمس، تمكنت هذه الكائنات الدقيقة من البقاء والنمو ببطء.
Scientists discover new microbes in Earth’s deep soil: « Scientists have discovered a new phylum of microbes in Earth’s Critical Zone, an area of deep soil that restores water quality. » @physorg_com @michiganstateu #earth #microbe #phylum https://t.co/Md18PWgc6r
— François Chung (@DrFrancoisChung) April 9, 2025
وما يثير الدهشة أن هذه الميكروبات ليست مجرد كائنات نادرة، بل تشكل في بعض المناطق أكثر من نصف المجتمع الميكروبي في التربة العميقة. ويعتقد العلماء أن هذا الانتشار الكبير جاء نتيجة لتكيفها المذهل مع هذه البيئة القاسية عبر ملايين السنين من التطور.
Scientists at Michigan State University, led by renowned microbiologist James Tiedje, have discovered a new phylum of microbes called CSP1-3 in the deep soil of the Earth’s Critical Zone, an area extending up to 700 feet below the surface. This zone is vital for life, regulating… pic.twitter.com/agvM2lG0TD
— Nirmata (@En_formare) April 8, 2025
وعثر العلماء على هذه الميكروبات تعيش على أعماق تصل إلى 20 مترا تحت سطح التربة في ولاية آيوا (الولايات المتحدة) والصين. وتم اختيار المنطقتين بسبب تشابه التربة العميقة فيهما، حيث أراد العلماء معرفة مدى انتشار هذا النوع.
وكشف تحليل الحمض النووي قصة هجرة مثيرة لهذه الميكروبات. فقد بدأت رحلتها في الينابيع الحارة والمياه العذبة منذ ملايين السنين، ثم انتقلت لاحقا إلى التربة السطحية، قبل أن تستقر أخيرا في أعماق الأرض، في الظروف العميقة التي تعاني من نقص الأكسجين.
والأمر المثير للدهشة هو أن هذه الميكروبات نشطة، على الرغم من أن الظروف في مثل هذه الأعماق قاسية.
لكن الأهم من مجرد وجودها هو الدور الحيوي الذي تلعبه. وتعمل هذه الميكروبات كفريق تنظيف طبيعي، حيث تقوم بامتصاص الكربون والنيتروجين المتسرب من التربة السطحية، وتساهم في تنقية المياه الجوفية وإعادة تدوير العناصر الغذائية.
وهذا الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة للبحث العلمي، حيث أن فهم آلية عمل هذه الميكروبات قد يمكننا من تطوير طرق طبيعية لتنقية المياه، ومعالجة التلوث البيئي، ومواجهة تحديات التغير المناخي.
وقال العالم جيمس تيدجي من جامعة ميتشيغان: “قد تحتوي هذه الميكروبات على جينات فريدة يمكن أن تساعدنا في حل بعض أكبر المشاكل البيئية التي نواجهها”.
وتتمثل الخطوة التالية في محاولة العلماء زرع هذه الميكروبات في المختبر، وهي مهمة صعبة نظرا لصعوبة محاكاة الظروف الطبيعية التي تعيش فيها. لكن النجاح في ذلك قد يمهد الطريق لثورة في مجال البيولوجيا والهندسة البيئية.
المصدر: scitechdaily
إقرأ المزيد
اكتشاف مثير للقلق.. ناسا ترصد ثقبا غامضا في درع الأرض المغناطيسي
رصد العلماء منطقة شاسعة فوق المحيط الأطلسي حيث يبدأ المجال المغناطيسي للأرض، ذلك الدرع الخفي الذي يحمينا من الإشعاعات الكونية القاتلة، بالتلاشي والانهيار.
خطوة هامة نحو طاقة بلا حدود!.. إثبات إمكانية توليد الكهرباء من دوران الأرض
نجح فريق من العلماء في توليد كمية ضئيلة من الكهرباء عبر استغلال دوران الأرض في مجالها المغناطيسي، في خطوة قد تمهّد الطريق نحو تطوير مصدر جديد للطاقة النظيفة.