تعد الكلاب من أكثر الحيوانات التي تتفاعل اجتماعيًا مع البشر، ولفهم تصرفاتها وإشاراتها، يتعين علينا التركيز على لغة الجسد والسلوكيات الطبيعية التي تظهرها، وعلى سبيل المثال، عندما تقفز فهذا يعبر عن سعادة ومرح، وعندما تلتفت وتقلص جسمها، فهذا قد يشير إلى الخوف أو عدم الارتياح.
وكلما زاد فهمنا لتلك الإشارات، يمكننا بناء علاقة جيدة وتفاهم أفضل مع أوفى أصدقاء البشر من الحيوانات.
إلى ماذا يشير؟
تقول إميلي براي، الخبيرة في الإدراك لدى الكلاب بجامعة أريزونا في توكسون إن الناس يعتقدون أن هز الذيل يساوي كلبًا سعيدًا، لكن الأمر في الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير، لافتة إلى أن فهم سبب هز الكلاب لذيولها أمر مهم جزئيًا من منظور رعاية الحيوان، لأنه يمكن أن يساعد أصحاب الكلاب على قراءة إشارات صغارهم بشكل أفضل.
أثبتت تحليلات الباحثين أن السبب وراء هو الذيل يختلف اعتمادًا على كيفية هز الذيل، مثل ارتفاعه أو حركته إلى أي جنب.
وأوضح العلماء أنه عندما يهتز الذيل أكثر نحو اليمين، كما يقول الباحثون، فهذا يعني عادةً أن الكلب مهتم بمحفز ما أو يريد الاقتراب من شيء ما، ولكن عندما تتجه أكثر نحو اليسار، فهذا يشير إلى عدم اليقين أو الرغبة في الانسحاب، أما عندما يتم الهز على مستوى منخفض وبالقرب من الساقين، فهذه علامة على الخضوع أو عدم الأمان.
لماذا تهز الكلاب ذيولها؟
اختلف العلماء في تحديد السبب الرئيسي وراء هز الكلاب لذيولها، حيث يرى الفريق الأول أن الكلاب تهز ذيلها لكسب رضاء أصحابها لأنالبشر يفضلون الكلاب التي تهز ذيولها بشكل أكبر نظرًا لأن العقل البشري يفضل الأمور الإيقاعية، أما الفريق الثاني فيرى أن هز الذيل مرتبط وراثيًا بسمات معينة.
وأوضح الباحثون أنهم بحاجة إلى مزيد من الدراسات التي تجمع بين علم الأعصاب والإدراك وعلم وظائف الأعضاء، مما قد يساهم في فهمنا لسلوك الكلاب بشكل أعمق.
وفي النهاية، يبقى هز الذيل لدى الكلاب واحدًا من العديد من الألغاز التي تحيط بعالم الحيوانات وسلوكها، ومع مواصلة البحوث والتطورات العلمية، قد نتمكن في المستقبل من فهم هذا السلوك بشكل أكبر وأعمق، مما يساهم في تعزيز التواصل والتفاهم بين البشر والكلاب وتعزيز العلاقة المتبادلة بينهما.