شكر رئيس الاكليريكية البطريركية المارونية لمنطقة غزير في لبنان، خور اسقف جورج أبي سعد، ممثل بطريرك انطاكيا وسائر المشرق الكاردينال بطرس الراعي، «الكويت قيادة وحكومة وشعباً على احتضانها للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً والذين يمارسون حريتهم الدينية بكل أمان»، قائلاً: «نصلي من أجل هذا البلد لينعم بالازدهار والسلام»، لافتاً إلى أنه شعر خلال هذه الأيام القليلة التي أمضاها في الكويت كما وانه في بيته الثاني.
جاء ذلك خلال تصريحات للصحافيين على هامش حضوره احتفال الجالية اللّبنانيّة والرّعية المارونيّة في الكويت بعيد شفيع الطائفة القدّيس مارون والذي يُصادف التاسع من فبراير من كل عام بدعوة من أبناء الكنيسة المارونية المقيمين في الكويت، وبمشاركة الخور أسقف ريمون عيد ومجلس الرعية المارونية في الكويت ومشاركة سفراء الفاتيكان والمكسيك وإسبانيا والقائم بالأعمال اللبناني أحمد عرفة، وعدد من رجال الدين والمواطنين والمئات من أبناء الجالية اللبنانية.
السفير البابوي
من ناحيته، قال السفير البابوي لدى البلاد يوجين نوجنت في كلمة أمام الحضور«أحمل تحيات وبركات البابا فرنسيس الذي يحتل لبنان مكانة خاصة جداً في قلبه وفي صلواته، إلى جميع المغتربين اللبنانيين ولجميع أبناء الكنيسة المارونية، ونصلّي من أجل بداية جديدة للبنان، وربيع جديد وأمل جديد لمن فقدوا الأمل».
وتابع نوجنت «كشخص من أصول أيرلندية، أشعر بأنني قريب جداً من الشعب اللبناني، والشعب السوري، والشعب الفلسطيني الحبيب الذي يعاني من هذه المعاناة التي لا تصدق في غزة خلال الأشهر الأربعة الماضية، وخاصة النساء والأطفال، فهناك دائماً شيء شيطاني في الحرب، لكن الحرب في غزة وصلت إلى مستوى آخر من حيث الموت والدمار، وندعو الله عزّ وجلّ إلى أن يتوقف جنون هذه الحرب».
بدوره، وصف القائم بالأعمال اللبناني أحمد عرفة العلاقات مع الكويت بالقوية، واصفاً بأنها«بلد التعايش والمحبة والمنفتحة على كافة الأديان».
وأضاف عرفة «نحن شعب واحد ولدينا تاريخ مشترك ونظرة واحدة لمستقبلنا، والمارونية تعكس صورة لبنان وهي جزء منها، هذا البلد الذي سيكون قادراً على تخطي الصعوبات».
رئيس الرعية المارونية
بدوره، طلب رئيس الرعية المارونية في الكويت جوزيف أسطفان من الحضور «الوقوف دقيقة صمتاً على الأرواح البريئة التي سقطت وتسقط في الحرب الدائرة في فلسطين وفي لبنان، والتي حقيقة تعدّت فظاعتها كل ما يتحمله العقل البشري».
وشكر الكويت أميراً وحكومة و شعباً على وقوفهم الدائم إلى جانب لبنان، في كل الظروف التي مرّت عليه.
وقال أسطفان «إن لبنان يشبه جسم الإنسان، ومكوّناته مجموعة من الحضارات، وتعطّل واحد منها أو أصابهُ شائبة، يصاب هذا الجسم بالإرهاق أو الشلل، ولبنان بحدوده الحالية هو لكل اللبنانيين واننا شعب واحد ينتمي الى طوائف عدة ومذاهب تستطيع العيش معا، كما أن الموارنة يبقون أحد أهم أركان الكيان اللبناني القديم والحديث، ومن دونهم، لا يوجد لبنان الذي عرفناه ونعرفه».
وتابع «هذا ما تبنّاه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالتعاون الوثيق مع البطريرك الراحل الكاردينال بطرس صفير وكان القرار حينها، أنه مهما تغيّرت الديموغرافيا، فإن المناصفة بين المسيحيين والمسلمين تبقى هي الأساس، ومن خلال هذا الموقف، أصبح لدى غالبية اللبنانيين القناعة بأنه ليس لدينا وطن بديل عن لبنان، ومهما اختلفنا تبقى المحافظة على هذا الوطن سرا مقدسا».
عواصف المنطقة لن تدوم
قال رئيس الرعية المارونية جوزيف أسطفان، «رغم العواصف التي تهبّ على المنطقة، إلا أنها لن تدوم، والتاريخ القديم والحديث شاهد على ذلك، كما ان إصرار اللبنانيين على العيش بسلام سيكون حافزاً قوياً للمحافظة على هذا الوطن».