نظمت رابطة الأدباء الكويتيين جلسة حوارية لمناقشة رواية «تفاحة في هودج» للفنانة التشكيلية والروائية ثريا البقصمي، أدارتها الروائية جميلة سيد علي، وشهدت الجلسة حضور عدد من السفراء والأدباء، مما أضفى طابعًا ثقافيًا مميزًا.
وقالت البقصمي عن روايتها: «قمت بتفسير مسمى الرواية التي يعتقد البعض أنه غريب (تفاحة في هودج)، فالرواية تدور حول حياة فتاتين توأم تم استرقاقهما، وبيعهما في سوق الرقيق، وكانتا متشابهتين جدا مثل التفاحة التي قسمت إلى نصفين».
القرن العشرون
وأشارت إلى «أن قصة الرواية حدثت في بدايات القرن العشرين، وحينها نقلت الفتاتان إلى سوق الرقيق في هودج مغطى، نظراً لأن تاجر الرقيق كان معجبا ببيضاهما المرمري، ويخاف أن أشعة الشمس تؤثر على هذا البياض».
وحول الأسباب التي دفعتها إلى كتابة الرواية قالت البقصمي: «هي رواية واقعية نوعا ما، لكن تم التصرف فيها، وكانت بداية خطوط الرواية قصة حكتها لي والدتي في طفولتي بتفاصيلها الدقيقة، وظلت حكايتها موجودة في داخلي حتى تعرفت على المصدر الأصلي لهذه الرواية، وهي سيدة تعيش في الكويت تربطها صلة قرابة بأبطال الرواية، وتعرف حذافير الحكاية كلها».
وأضافت: «قامت هذه السيدة برواية هذه القصة لي، ثم قمت بالاطلاع على كتاب ألفه د. هشام العوضي بعنوان تاريخ العبيد في الخليج العربي، والمعلومات الموجودة في الكتاب كانت بمنزلة مفاتيح جميلة استعنت بها في كتابة روايتي».
جميلة سيد علي: الرواية أدهشتني بأسلوبها الإنساني ومشاعرها المتباينة
ذكريات ومعلومات
وعن الأمور التي ساعدتها في إنجاز الرواية، ذكرت البقصمي أنها في الأصل توأم ولديها شقيقة وهي فريدة، فلذلك هي تعرف جيداً مشاعر التوأم وأحاسيسهم، وتابعت: «وعشت في افريقيا ما يقارب الأربع سنوات، فلدي اطلاع كبير بالنسبة للمجتمع الإفريقي والعادات والتقاليد والأسماء والأمكنة، كل تلك صور مخزنة في داخلي، فاستعنت بها في كتابة الرواية، إضافة إلى أنني من مواليد الخمسينيات، وما زلت أذكر أشكال البيوت، والشوارع، والسوق، والقصص العديدة التي سمعتها عن الرق»، موضحة أنها استعانت بالخيال الذي ساعدها في تحوير الرواية الأصلية وتغيير أحداثها لتخدم العمل الروائي.
وأكدت أنه في كتابة روايتها كان لديها أكثر من هدف، منها: هدف إنساني يسلط الضوء على سلب حرية الإنسان وما يعانيه من هذا السلب لحقوقه، مبينة أن هذا الموضوع تمت معالجته بأشكال مختلفة، وقالت: الإنسان يمكن أن يقدم أي شيء في سبيل ألا يتخلى عن حريته، لأن الحرية لها ثمن ومضمون كبير، وحاولت أيضا أن أبين بشاعة الحروب التي تدمر الشعوب وتفرق الناس وتقضي على كل ما هو جميل، وحضاري.
وأفادت بأنها في الرواية لم تستطع أن تنسى أنها فنانة ورسامة، فكانت ترسم الأشخاص والأماكن وتلونها، وأنها ككاتبة لا تهتم كثيرا بتفاصيل الأمكنة بقدر ما تهتم بتفاصيل الإنسان نفسه، أو الشخوص التي تتناولها، متابعة: «سبب سعادتي في هذه الرواية أنني لأول مرة أقدم عملا أدبيا لا يتناولني أنا بشكل مباشر أو قريب، ولدي طموح في يوم من الأيام أن يترجم إلى لغة أخرى ليصل إلى أرض أخرى».
رؤية العين
وعلى هامش الجلسة الحوارية، قالت جميلة سيد علي: «سعدت بمحاورة الأديبة الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي في روايتها الأخيرة تفاحة في هودج. الرواية أدهشتني عند قراءتها، فقد تضمنت موضوعا يكاد يكون مسكوتا عنه إلى درجة كبيرة وغير مطروح، ولكن ليس هذا هو المهم فقط، بل لأنها تناولته بأسلوب وتعبيرات إنسانية قريبة من القلب، والوجدان. مشاعر متباينة من الخوف والغضب والظلم والعنف إلى جانب الحب والعطف أبرزتها البقصمي في روايتها، تناغمت مع الفكرة ومع شخصيات الرواية في موضوع تجارة الرقيق في بدايات القرن الماضي».