السمان يتجول بأعماله بين الماضي والحاضر

يعتمد الفنان التشكيلي السوري نبيل السمان على الطبيعة الصامتة، والرصد المتقن للبيئة وما تتضمنه من عناصر، كما أن لغته التشكيلية ذات طابع متواصل مع المشاعر الإنسانية التواقة إلى الجمال. هكذا جاءت أعمال السمان خلال معرضه الشخصي الذي أقامه في قاعة بوشهري للفنون بالسالمية تحت عنوان «محطات». والمعرض الذي يضم حوالي 40 لوحة تقريباً عبارة عن استرجاع فني لأهم الأعمال التي قدمها الفنان خلال رحلته مع الألوان، من 1988م إلى 2024م.

وتحدث السمان عن أعماله فقال: «يتضمن المعرض أكثر من مرحلة، وهو عبارة عن مختبر للموضوعات التي يحتويها، خصوصاً الطبيعة الصامتة، فقد تجد روح ماتيس في لوحة ما، التي تمثل أسلوب الفنانين الانطباعيين أو الذين اشتغلوا على الحالة التعبيرية للألوان بطريقة غير تقليدية».

إحدى لوحاته

وأضاف: أحاول أن يكون الموضوع في أعمالي ليس بأهمية التشكيل في اللوحات ومجموعة الألوان والدراما، وهناك مواضيع جديدة لها علاقة بأزمنة عدة للوحة، إضافة إلى أعمال معاصرة وأخرى قديمة، حيث السطوح دسمة، وهناك بحث لوني واحتمالات لا نهائية.

وتابع السمان حديثه هذا المعرض يرصد مراحل التطوّر التي مرّت بها أعمالي، فهناك عمل اسمه وجه ومدينة، بالإضافة إلى أنه نظم عملاً كاملاً جاءت ثيمته بعنوان «وجه ومدينة»، وهناك أزمنة عدة في اللوحة، وأطفال يتكررون في اللوحات، وتماثيل تستيقظ من خلال الألوان كي تحكي قصتها من خلال عصور عدة مرّت على سورية، كل ذلك نشاهده في اللوحة، علاوة على دائرة الزمن، واختزال مجموعة من العناصر، حيث التشخيص فيها أساسي، كما أن اللون كذلك أساسي.

وأوضح الفنان أن الطبيعة متركزة في أعماله القديمة لتظل هي المعلم، فالموضوع موجود أمام الفنان وما عليه إلا أن يجسده، من خلال اختبار الأدوات.

وقال السمان الأعمال الجديدة فيها بحث لوني أكثر، وعودة للذاكرة أكثر، خصوصاً إلى الزمن الجميل، حيث إنني أحاول أن أقدم جرعة فيها الدهش للمتلقي وفي الوقت نفسه لابد له أن يشاهد العمل من أجل التشاركية، فكل متلقٍ يقول رأيه باللوحة أعتبر ذلك إضافة لها، بمعنى ألا يرى اللوحة جرعة واحدة، بل إنها تظل مستمرة في الكشف عن معانيها الخافية مع كل نظرة إليها، وبكثير من التجدد، فلا تتحول إلى لوحة متحف، بل لابد أن يكون فيها طاقة وقدرة على أن تجدد حالها في غياب الفنان.

وأكد أن لديه قلقا أن تستمر اللوحة مع الزمن وتدافع عن نفسها «فلا أن أقول ماذا أريد في اللوحة بل أترك الآخر هو من يقول ذلك، من خلال مشاهدة اللوحة التي تعد ثقافة بصرية، مثلما نتعلم سماع الموسيقى أو قراءة رواية، فالفن قضية مهمة في حياة الشعوب، ونحن الفنانين شهود على الزمن بقبحه وجماله وتوتره وقلقه».

وأوضح أنه شارك وأقام معارض شخصية في الكويت، ومنها معرض شخصي في عام 2011، وفي قاعة بوشهري معارض شخصية في 2002، و2017، وفي المشرق غاليري في 2013، والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عام 1997.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments