يبذل العلماء جهودًا كبيرة في محاولة فهم السبب الذي يجعل بعض الأشخاص قادرين على تصور الأشياء داخل أدمغتهم بسهولة أكبر من غيرهم، وكيف أن نفس الشخص قد يكون أفضل أو أسوأ في تصور الأشياء في ذهنه في أوقات مختلفة، فما الذي توصلوا إليه حتى الآن؟
معنى التصور الذهني
التصوير الذهني هو القدرة على تخيل الأشياء والسيناريوهات في عقله.
على سبيل المثال، عندما تفكر في أصدقائك، قد تتخيل وجوههم تلقائيًا في ذهنك دون أن تراهم أمامك بالفعل، وعندما تفكّر بإجازة قادمة، قد ترى نفسك على الشاطئ المشمس.
قد يتخيل الأشخاص الذين يحلمون بتسديد ركلة جزاء أنفسهم وكأنهم يشاهدون مقطع فيديو لها في أذهانهم، وقد يشعرون أيضًا برائحة العشب أو يسمعون الأصوات التي يصدرها المشجعون.
كيف تتم العملية؟
يعتقد العلماء أن القشرة البصرية الأولية الموجودة في الجزء الخلفي من الدماغ تشارك في التصور الداخلي.
ويعد هذا الجزء مسؤولًا عن معالجة المعلومات البصرية من العينين، ويسمح لنا برؤية العالم من حولنا.
وتساهم منطقة أخرى من الدماغ تقع في مقدمة الدماغ أيضًا في عملية التصور الذهني.
وتتولى هذه المنطقة، التي تسمى القشرة الجبهية، مسؤولية الوظائف التنفيذية، وهي مجموعة من المهارات العقلية رفيعة المستوى التي تسمح لك بالتركيز والتخطيط والتنظيم والتفكير المنطقي.
لقد وجد العلماء أن مثل هذه المهارات مرتبطة، إلى حد ما على الأقل، بقدرة الشخص على التصور الذهني.
فإذا كان الشخص ماهرًا في الاحتفاظ بمعلومات ضخمة في ذهنه والتلاعب بها، فإنه يستطيع اللعب بأشياء مثل الأرقام أو الصور في ذهنه.
فوائد التصور الذهني
يمكن أن تساعد الصور الذهنية الرياضيين على القيام بحركات صعبة، فمن المرجح أن يتخيل الرياضي نفسه وهو يؤدي تمرينًا مثاليًا في ذهنه.
يعمل هذا التصور على تنشيط نفس مناطق الدماغ التي تنشط عندما يؤدي جسديًا، مما يعزز ثقته بنفسه ويهيئ دماغه لتحقيق نجاح أكبر.
كما يمكن للرياضيين استخدام التصور لمساعدتهم على اكتساب المهارات بشكل أسرع وبأقل قدر من التآكل والتلف لأجسامهم، بينما يمكن للمهندسين والميكانيكيين استخدام التصور لمساعدتهم في إصلاح الأشياء أو تصميمها.
وللتصور الذهني القدرة على مساعدة الأشخاص في إعادة تعلم كيفية تحريك أجسامهم بعد التعرض للإصابات في الدماغ.
ومع ذلك، مع الممارسة الإضافية، سيتمكن أولئك الذين لا يستخدمون التصور الذهني من تحقيق نفس النجاحات في النهاية .
يقول علماء الأعصاب إنه من خلال مشاهدة شخص آخر يقوم بعمل جسدي ينشّط نفس مناطق الدماغ التي تنشطها عملية إنشاء صور ذهنية داخلية.
فإذا كنت تريد أن تكون قادرًا على القيام بشيء ما، فإن مشاهدة مقطع فيديو لشخص آخر يقوم بذلك يمكن أن يكون مفيدًا تمامًا مثل تصور نفسك تقوم بذلك في رأسك.
المصادر:
موقع livescience