تنتشر تحت سطح البحار والمحيطات الواسعة أسرار غامضة تثير دهشتنا، وتتميز هذه الأعماق بتنوع حياة فريد وأشكال حيوية غريبة، حيث تعيش هناك مخلوقات تبدو وكأنها خارجة من عالم خيالي.
وحتى الآن يكتشف العلماء والباحثون أنواعًا وخصائص جديدة للمخلوقات البحرية يبين لنا جانب مذهل من جمال الطبيعة ويثير فضولنا لمعرفة المزيد عن هذه البيئة الساحرة والمجهولة.
سيليبس ميداكا
اكتشف العلماء أن الذكور المهيمنين في أحد أنواع الأسماك الإندونيسية يتحولون إلى اللون الأسود خلال فترات العدوان المتزايد، ويبدو أن علاماتها السوداء، التي تظهر بسرعة في بداية الصراع، تكون بمثابة إشارة للهيمنة على الأسماك الأخرى.
وأفاد العلماء أن الذكور من سيليبس ميداكا الذين لديهم هذه العلامات السوداء المميزة كانوا أكثر هجومًا على الأسماك الأخرى، وأقل عرضة للهجوم عليهم، وأن ظهرت العلامات في غضون دقيقة من بداية الصراع.
ولاختبار الظروف التي يصبح فيها لون الذكور داكنًا، قام الباحثون بإعداد ثلاث خزانات، كان بينهم 2 مغطيين بالطحالب، الأول يحتوي على ذكرين وأنثى، والآخر يحتوي على ثلاثة ذكور، أما الخزان الثالث فلا يحتوي على طحالب ويؤوي ذكرين وأنثى.
هاجمت الأسماك بعضها البعض في كلا الخزانين المغطيين بالطحالب ولكن لم تهاجم في الخزان الذي لا يحتوي على طحالب، مما يشير إلى أنه قد يكون هناك حاجة إلى مستوى معين من الغطاء حتى تشعر الأسماك بالأمان الكافي لشن الهجوم.
على ماذا تدل العلامات الداكنة؟
يرى العلماء أن هذه العلامات الداكنة قد تشير إلى اللياقة البدنية، مما يعني أن الإناث والذكور الذين لا يحملون هذه العلامات قد يكونون أقل عرضة للانخراط في نزاعات طويلة من غير المرجح أن يفوزوا بها.
وتجعل تلك العلامات الذكور المسيطرين ينفقوا طاقة أقل في الدفاع عن مواردهم بفضل إشارة التحذير هذه، ولم يجري الباحثين تحليلًا لتحديد الآليات الكامنة وراء تغير اللون، إلا أنه في أنواع الأسماك الأخرى يتم تسهيل حدوث تغييرات مماثلة من خلال عمل الناقلات العصبية على الخلايا التي تحتوي على حبيبات الصبغة، وعندما تتركز الصبغة في الخلايا، يبدو اللون داكنًا، وعندما تتباعد يبدو اللون أفتح.